بقلم / سمير خلف
- الرجل الذي ينظر إليه البعثييون بكامل القدسية
- هل هو الاب الروحي للبعث
- هل كان يعيش غربةً روحيّة داخل حزبه.
- هل كان مفكر فعلا ام...
- حزب اسسه في سوريا، لكنه جربه على رؤوس العراقيين
بقلم : سمير خلف....
لا اريد ان اكتب عن بدايات الحزب فقد مر بمراحل مختلفة منذ نشأته اصابته اخفاقات كثيرة طيلة مسيرته,وعبر عقود كانت الأفكار الحالمة تعلو تاره وتهبط اخرى.
وخلال تلكم الحقبة تراكمت الكثير من المسأل التي تولدت من خلال القراء والمشاهدة.
لكني الان سأتجاوز هذا الموضوع مؤقّتاً وأقفز مع الزّمن لما يقرب من خمسة عقود واكثر قليلا ابدأ من حيث انتهى ذلك الحزب.
لفظ البعث انفاسه الاخيرة عقب الاحتلال الامربكي لبغداد عام 2003 لكن أيديولوجيا الأرض المحروقة في المنطقة أبقت النار مشتعلة فيه واصبحت تحرق كل من يقترب منها حتى خمدت ولم يبقى منها شي لا جمر ولا رماد لان حكم البعث كان شاملا الى درجة انه لم يخلق لنفسه بديلا.
فورثت زعامته احزاب مذهبية تحظى بدعم إيراني فكانت النتيجة (الحرب والفوضى) ليستكملوا ما بدأه البعث فسلّمو العراق الى المجهول كونهم لم يقدموا مشروعاً سياسياً عراقياً للتغيير والبناء يصبح بديلا مقبولا عن نظام البعث، ولهذا وقعت تلك الأحزاب في مأزق الفشل والعزلة عن الشعب منذ اللحظة التي استلموا فيها السلطة من الاحتلال الأميركي،ولم يكتفوا بذلك فقد ارادو ان يجمعوا ما تبقى من رماد البعث لمحترق ليذروه في عيوننا ان اردنا نقد تجربتهم السياسية الفاشلة.
وعوده على بدء يجب ان نقر ان صياغة الاحداث الان هي ارث البعث القتيل وهو الارث الذي اوصل البلاد والعباد الى الضياع.لكن للانصاف لم تكن بدايت البعث كنهايته.فقد تراجعت سطوة الرفيق المؤسس ورجال حزبه ومفكريه في العراق لحساب رجال اقوياء في الجيش والدولة البوليسية بمنظمتها الامنية وتراجعت رسالته الداعية الى حرية فردية وفكرية .
قام المؤسس ميشيل عفلق وتحت تاثير افكاره القومية من احتكار السلطة ان يتحول العراق الى دولة بيد شرطي لايعرف القانون يعتمد سياسة اللعب على أزمات البلد واستثمارها،وكان كل هذا للاسف نتجية تلك الافكار(البعثية)التي هيمنته على فرع العراق، بمساعدة الرفيق المؤسس، ذاته، ودعمه وتأييده ومباركته، لكي تبدأ مسيرة دامية أخرى من تاريخ حزب البعث. ومعروفة للكثيرين بدايات حكم صدام حسين، وتفاصيل حملات التطهير التي دشن بها عهده، وجعلها طبيعة دائمة لنظامه، وطبيعي، بعد كل تلك المسيرة المضمخة بالدم، أن يتشرذم الحزب ويتفتت، فور سقوط النظام في عام 2003 وإعدام قائده الأوحد ، وخلو ساحة الحزب من وريث بقوة صدام وجبروته..فمن من جاء بالبعث من سوريا اليموت في العراق؟
أدا لانقلاب العسكري في سوريا عام 1966 إلى خروج قيادات بعثية من البلاد بعد الاطاحة طبعا بالقيادة القومية وصدرت احكام بحقهم بالسجن لعدة سنوات فاختفى معظم اعضاء تلك القيادة وهربو الى لبنان ومنها مؤسس الحزب ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار،وبهذا الهروب فقد الحزب شرعيته في سوريا لانهم بذلك اصبحو يفتقرون الى مرجعية قومية.وكما الحال في العراق ايضا حبث يصف الوضع القيادي البعثي (صلاح عمر العلي) نحن في العراق أصبحنا بدون مرجعية، بل يعني ربما أستطيع القول أنه مرجعيتنا كانت فعلا شبه مغيبة،كنا نفتقر إلى مرجعية قومية، والمرجعية القومية عندنا آنذاك كانت تتجسد في شخص ميشيل عفلق وكانت النظرة السائدة بين أوساط الحزب ترقى إلى مستوى التقديس والاحترام الكبير جداً له.لكن أُريد لُه أن يكون في العراق مجرد صورة أو مجرد إيهام الناس بأنه هناك قيادة قومية تقود هذا الحزب وعلى هذا الاساس كان عفلق ينظر بخوف وقلق إلى ما يجري في الحزب وعلى صعيد السلطة في العراق، ولم تكن لديه الرغبة أو الجرأة في مواجهة الأمر علناً وعلى رؤوس الأشهاد وبهذا رضي ان يبتلع .وكأنه أسس حزبه على قواعد رملية هشة وصل به الى نهاية المطاف الصعب بعد ان اغروه بالخروج من منفاه(البرازيل) والعوده الى العراق.حين قال له المبعوث الذي ارسلته القيادة البعثية في العراق
لتمنيه بالعوده فقد تمكن الحزب من الحكم واليوم هو بحاجه الى قائده المؤسس فالثمار قد ايعننت واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجنده.
وصل القائد المؤسس بعد تفكير طويل واستقبل في بغداد استقبالا مهيبا وكان في مقدمة المستقبلين البكر وصدام.لكن بدأ الامر يتغير عليه يوما بعد يوم واصبح يشعر بغربة داخل حزبه والعزلة داخل روحه واغتراب داخل نفسه وانه لم يعد يشعر بان هذا الحزب هو حزبه.اتضح له تدريجيا ان اي محاولة لتدخل القيادة القومية للحزب بالشؤون القطرية العراقية كان هناك اشبهه مايكون بالحاجز
كان ينظر بخوف وقلق إلى ما يجري في الحزب وعلى صعيد السلطة في العراق، حتى انتابه شعور ان كا ما يحدث فب العراق يسير ضد منطق التاريخ والعقل ومن اجل كل هذا ظل
يعاني غربة فكرية داخل العراق رغم كثرة رفاقه. لايمكن ان تكون حساباته صحيحه اذ ان غياب الممارسة الديموقراطيه يمنع حتي اكثر الناس كفاءة في الاطلاع والنظر الموضوعي من استخدام مؤهلاته هذه بشكل فعال وفي حدود مساحة التاثير المتبقية له رغم صعوبة التأقلم مع الجو المشحون حوله فوجد نفسه قد انتهى حيث بدأ الاخرون على مسرح الاحداث والتي ارد ان يغير ولو شيئا طفيفا من مجريات تلك الاحداث لكن تعامل البكر وصدام مع اعتراضات عفلق الحزبية بالتجاهل والتعمد دون الاحتكاك به.
لكن من جهة اخرى كان يرى في صدام ميزات قيادية هائلة. وكان يتحدث عنه ايجاباً، لكنه لم يتبن كثيراً من ممارساته.
وبالمقابل كان صدام يحترم عفلق ويحتمله ويعتقد أنه ضروري لمشروعه السياسي. لذلك تحمّل صدام من عفلق ما لم يتحمله من غيره. كان صابراً على عفلق وعلى البكر، الاول لاعتبارات بعثية والثاني لاعتبارات قيادية وفي اخر المطاف حول فكر البعث الى مجرد شعارات بلها.
وفي النهاية مات البكر غريبا في وطنه ومات عفلق في غربة من حزبه وكم يزاد الامر سوءا اذا كانت الغربة رغما عنك وبغير ارادة منك.واجهز القدرضربته ثانية فازيل قبر عفلق من مكانه ورفع تمثال البكر من منصته وفي نهاية المشوار اصبحا القائدان بلا قبراً ولا وطن.
--------------------------------------------------------------------------------- قال جملته الشهيرة: ليس هذا حكم البعث وليست هذه هي ثورة البعث ولا الاهداف اهداف حزبنا وشعبنا ولا اخلاق اخلاق حزبنا وشعبنا