سكاي برس /
نفذت وزارة الداخلية السعودية، اليوم الأربعاء، حكم الإعدام بحق سيدة سعودية وعشيقها، في مكة المكرمة، بعد أن تورطا قبل ثلاث سنوات في جريمة قتل مروعة بأحد أحياء المدينة المقدسة، راح ضحيتها سعودي يبلغ من العمر 49 عاما.
وقالت الوزارة في بيان لها، إنها نفذت ”حكم القتل حدّا“ بالجانيين، هتون بنت علي ابن عبدالواحد مجيدة (سعودية الجنسية)، وأحمد أبكر عثمان محمد، (نيجيري الجنسية)، بعد مصادقة المحكمة العليا على الحكم، وصدور أمر ملكي بتنفيذه.
وأضافت الوزارة أن الجانيين، أقدما على قتل بندر بن مجحود بن سعيد الزهراني (سعودي الجنسية)، غيلة، ”بالتمالؤ والتخطيط المسبق على قتل المجني عليه وذلك بدخولهما منزله متنكرين والإمساك به وضربه على رأسه بحديدة؛ ما أدى لوفاته“.
وتعود الجريمة إلى العام 2016، عندما تناقلت وسائل الإعلام المحلية تفاصيل الجريمة المروعة التي بدأت بفقد ذوي القتيل الاتصال به، ليبادروا بفتح شقته، ويعثروا عليه متوفى فيها، قبل أن تحضر الشرطة وتبدأ تحقيقاتها في الجريمة الغامضة حينها.
وقادت التحقيقات إلى الاشتباه في أحد الأشخاص، بعد العثور على شيء من مقتنيات المتوفى لديه، قبل أن يعترف في التحقيقات بجريمته، ودل على وجود طرف آخر شاركه جريمته، هو سيدة، تم القبض عليها، وأُحيلت كامل أوراق القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.
وكانت صحيفة ”المدينة“ المحلية، كشفت في العام 2019، تفاصيل أكثر عن الجريمة بعد أن صادقت محكمة الاستئناف بمنطقة مكة المكرمة على الحكم بإقامة ”حد الغيلة“ الصادر من المحكمة الجزائية بمكة المكرمة بحق الجانيين.
وكشفت الصحيفة حينها أن المحكمة صادقت -أيضا- على الحكم الصادر بحق زميل أحد الجناة لعلمه بارتكاب الجريمة بعد إفادة الجاني بارتكابه للجريمة، كما نقضت الحكم الصادر بحق زوجة المجني عليه القاضي بسجنها عامين لوجود دلائل تفيد بمشاركتها في تنفيذ الجريمة، وأعادت القضية للمحكمة الجزائية كون الحكم الصادر لا يرتقي إلى ما ارتكبته من جريمة وخيانة زوجية وفق الأدلة.
وقالت الصحيفة، إن الجانيين على علاقة غير شرعية، وقد توجها لمنزل المجني عليه يعرضان عليه خدمة تنظيف المنازل وتمكنا من دخول المنزل تزامنا مع عدم وجود زوجة المجني عليه التي كانت على خلاف معه وتعيش لدى أسرتها، وتمكنا من الاعتداء عليه وبحوزتهما صاعق كهربائي وآلات حادة في الوقت الذي حاول فيه القتيل الدفاع عن نفسه، إلا أنه لم يتمكن من التغلب عليهما ليلفظ أنفاسه بداخل منزله.
وأكمل الجانيان جريمتهما بمحاولة إيجاد طرق تمكن من عدم انبعاث رائحة الجثة، إذ طلب الجاني من المرأة مِلحا لنثره على الجثمان وعند عدم إيجاده طلب مادة من مواد التنظيف إذ أغرق الجثة بها ومن ثم لاذا بالفرار.
وقادت التحقيقات مع الجانيين بعد القبض عليهما، إلى اعترافهما بأنهما اعتادا على تناول المسكر، كما اعترف الجاني بأنه أبلغ أحد أصدقائه بارتكابه للجريمة ولم يقم صديقه ذاك بتمرير المعلومة للجهات المعنية وعلى إثر ذلك، أصدرت المحكمة الجزائية حكما بحقه بسجنه عامين.
كما تضمنت الاستدلالات مؤشرات بأن زوجة الضحية شاركت في جريمة القتل من خلال التحريض والتأييد بحسب اعترافات المرأة الجانية، إذ كانت على خلاف مع زوجها وتعيش لدى أسرتها أثناء الجريمة، وأنها على علاقة بشريكة الجاني التي ارتكبت معه جريمة القتل.
وعلى إثر اكتمال إجراءات التقاضي أصدرت المحكمة الجزائية بمكة المكرمة حكما يقضي بتنفيذ حد الغيلة بحق الجانيين الرجل والمرأة، والسجن عامين لصديق الجاني الذي لم يقم بتمرير المعلومة للجهات الأمنية، وكذلك السجن بحق زوجة المجني عليه عامين لوجود أدلة على تشاركها وتأييدها لجريمة القتل.
وتحكم السعودية بالقتل (الإعدام) حدّا أو تعزيرا على من يدانون بجرائم القتل العمد، فيما لا يستفيد من يصدر بحقه حكم القتل حدّا من عفو ذوي الضحية، وهو ما يرافق جرائم القتل غيلة، والتي تعني أن الضحية كان واثقا في الجناة ولم يكن على دراية بنيتهم قتله.