بغداد/ سكاي برس
تكهنات وتحليلات كثيرة تم تداولها عالميا، منذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب قوات بلاده بشكل مفاجئ من سوريا، دارت حول أسباب هذه الخطوة وما يليها .
وكان وقع القرار على الموقف الإقليمي والدولي متذبذبا، فـكانت روسيا مرحبة بالقرار بحذر وترقب، اما تركيا رحبت بلا حدود، معتبرة أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، عكس إيران والعراق الذين رحبا، لكن بـ ريبة .
وفي اول خطوة اتخذتها امريكا بعد اعلان انسحابها من الاراضي السورية، تحققت ريبة العراق، ببيان مؤشرات تدل على انسحاب القوات الامريكية من سوريا باتجاه الاراضي العراقية، في آواخر السنة الماضية 2018 .. حيث رصد أمرين اثنين عقب إعلان الرئيس الأمريكي .. الاول: توجه القوات الامريكية الى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان بالشمال، والثاني : التوجه في الغرب إلى قاعدة عين الأسد بناحية البغدادي القريبة من الحدود العراقية - السورية ".
المتابعون للمشهد الإقليمي ربطوا بين خطوة الانسحاب الأمريكي ومجموعة أحداث إقليمية، وتحدثوا عن احتمال توجه إدارة ترامب إلى مواجهة عسكرية، مطلع العام القادم، مع إيران، بالتعاون مع السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
اليوم وبمطلع السنة الجديدة، بدأت امريكا باتخاذ خطوات كبيرة وسريعة في نصب قواعدها ومعداتها داخل العراق، حيث أكد مصدر امني ان في محافظة صلاح الدين، شهدت وصول مئات الجنود الأمريكيين إلى قاعدتي سبايكر والبكر "بلد"، الواقعتين في المحافظة، وهما أكبر قاعدتين جويتين شمال بغداد.
وأضاف أن "أكثر من 400 جندي أمريكي تم نقلهم من قاعدة عين الأسد غرب محافظة الأنبار إلى قاعدة بلد الجوية، الواقعة جنوب مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، في حين تم نقل أكثر من 100 جندي آخرين إلى قاعدة سبايكر الجوية، شمال غرب تكريت"، مؤكدا أن "الجانب الأمريكي دعا الحكومة العراقية إلى إخلاء القواعد العسكرية كافة في محافظة صلاح الدين من عناصر ميليشيا الحشد، الأمر الذي ولد مخاوف كبيرة لدى قادة الميليشيا، وأن "عشرات العجلات العسكرية، أمريكية الصنع، التي استولت عليها ميليشيا الحشد، تم سحبها من هذه القواعد قبل أيام قليلة من جانب عناصر الميليشيا، وتوجهت إلى العاصمة بغداد؛ خشية إقدام الجانب الأمريكي على مصادرتها".
وبحسب المصدر نفسه فإن قوات أمريكية زارت، الاثنين الماضي، مقراتها السابقة في مدينة سامراء، بعد فرض حظر للتجوال داخل المدينة، كما اجتمعت مع بعض قادة الصحوات وضباط الجيش السابق في سامراء.
الخبير العسكري خالد عبد الكريم، قال في تصريح صحفي ان "نزول قوات أمريكية في محافظة صلاح الدين، وما سبقها من نزول لقوات في شمال الموصل، وفي محافظة الأنبار ما هو إلا مقدمات لدخول المزيد من القوات الأمريكية إلى العراق .
وذكر موفد إعلامي في الموصل أن القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا، قامت بنشر وحدات لها في نطاق مدينة الموصل وضواحيها، وانتشرت بمعدات عسكرية قتالية، ولوجستية ثقيلة في معسكر الكندي الذي كان مقراً سابقاً للفرقة الثانية للجيش العراقي
فيما لا تزال أعداد كبيرة من القوات الأمريكية تصل تباعا للتمركز في محيط الموصل ودهوك واربيل، وشاهد أهالي الموصل دخول رتل عسكري أمريكي ضخم إلى مقر اللواء الثامن للجيش العراقي .
وعبر عضو في ميليشيا الحشد، ناظم الأسدي، عن تخوفه من قيام الجانب الأمريكي بتنفيذ "غايات وأهداف تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة".
وقال الأسدي ان "الولايات المتحدة لديها خطط جديدة في المنطقة لغايات عديدة"، مشيرا إلى أن "الوجود الأمريكي سيزداد في العراق في غضون الأيام المقبلة".
ويؤكد المراقبون السياسيون أن التحرك الأمريكي في العراق يهدف بالدرجة الأساس الى ما تسميه إدارة ترامب "تصحيح الأخطاء السابقة"، ومنع إيران من اتخاذ العراق جسرا إلى سوريا ولبنان في إطار مخططها المذهبي في المنطقة.
وتوقع البرلماني العراقي السابق عمر عبد الستار إنشاء قاعدة أمريكية أخرى في منطقة المنصورية بمحافظة ديالى، ربما سيعلن عنها في الأيام المقبلة .
يأتي ذلك في سياق الترتيب لــ ِصدام محتمل مع الوجود الإقليمي الإيراني، والذي يشكل العراق الوجود الأكبر له بالمنطقة بحسب محللين سياسيين .