متابعة/ سكاي برس
تسبب تهديد جديد للرئيس الإيراني حسن روحاني بالقتل، من شخص مقرب من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، في إعادة الحديث مرة أخرى عن سبب موت الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس مصلحة تشخيص النظام السابق هاشمي رفسنجاني.
فقد هدد المنشد الإيراني منصور أرضي روحاني بأنه سيلقى حتفه في مسبح، مثل رفسنجاني، واصفا الرئيسين الحالي والأسبق بالخونة.
وجاء تهديد أرضي خلال تجمع شعبي أقيم بمناسبة يوم عرفة في طهران.
وتقول الرواية الرسمية الإيرانية إن رفسنجاني الذي توفي في يناير 2017 مات بعد تعرّضه لنوبة قلبية، نُقل على أثرها إلى أحد مستشفيات العاصمة طهران. لكن هناك رواية أخرى غير رسمية منتشرة ترى أن رفسنجاني اغتيل في مسبح "فرح" في طهران.
ومسبح "فرح" كان واحدا من العقارات المملوكة لزوجة الشاه الإيراني فرح بهلوي، قبل قيام الثورة الإسلامية، ثم تمت مصادرته لصالح مسؤولين إيرانيين كبار.
ونشرت مواقع إعلامية أن أرضي هدد في كلمته روحاني بالقتل قائلا إن "ذلك الشخص "رفسنجاني" مات في المسبح وهذا الشخص "روحاني" أخيرا سيموت في المسبح أيضا".
وفي افتتاحيتها التي صدرت في 27 أغسطس انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية المقربة من روحاني من وصفتهم بالكبار، في إشارة إلى أن من هدد رئيس البلاد بالقتل هو شخص مقرب من خامنئي.
وجاء في افتتاحية الصحيفة أنه "على الكبار الذين يقفون وراء أرضي أن يدركوا الأوضاع الحساسة الحالية التي تمر بها البلاد، وأن الخطر يستهدف بقاء النظام الإيراني، لذلك عليهم أن يمنعوا المتطرفين من الحديث".
قبل هذا التهديد بنحو عشرة أيام، خرج رجال دين في الحوزة العلمية في مدينة قم الإيرانية في تظاهرة ضد الفساد الاقتصادي في مدينتهم، لكن التظاهرة اتخذت بعدا آخر بسبب رفع لافتة تهديد لروحاني كتب عليها "يا من ترفع شعار المفاوضات.. مسبح فرح في انتظارك"، في إشارة إلى الرواية التي ترى أن رفسنجاني اغتيل في مسبح "فرح".
وفي فبراير 2017، وصفت فاطمة، ابنة رفسنجاني، الذي توفي عن عمر ناهز 83 عاماً، أسباب وفاة والدها بالغامضة، مضيفة أن الأدلة التي قدّمتها مجموعة من الأطباء عن أسباب الوفاة "ليست مقنعة ومخالفة للحقائق المتوافرة لدينا".
وتعتقد فاطمة أن والدها "كان في وضع صحي جيّد قبل وفاته، وتم فحصه من قبل طبيب إيراني مخضرم مقيم في الولايات المتحدة".
وبحسب قولها، فإن مكتبه في مقر عمله في مجمع تشخيص مصلحة النظام، تعرّض للتفتيش وصودرت محتويات مهمة من خزنته الشخصية.
وبعد التهديدات الجديدة لروحاني بالقتل، أعادت فاطمة رفسنجاني تذكير الناس بقضية والدها، وقالت إن تتبع شعارات اللافتات قد يزيح الغموض عن موت أبيها الذي لم تجد عائلته جواباً نهائياً بشأنه حتى الآن، على حد قولها.
ويتحدث بعض أنصار الحركة الخضراء المعارضة داخل إيران عن احتمال أن يكون رفسنجاني قد تعرّض "لاغتيال بيولوجي"، على خلفية زيادة الخلافات بينه وبين خامنئي وتقرّبه من الإصلاحيين.
وما يعطي الحديث عن اغتيال رفسنجاني قوة في المجتمع الإيراني هو بعض الشهادات، ومنها شهادة الصحافي روح الله زم، المقرب من قادة الحركة الخضراء، والذي قال لإذاعة "صوت أميركا" الناطقة بالفارسية إن رفسنجاني تم خنقه تحت الماء في المسبح، لكنه لم يقدّم دلائل على ادعائه.
كما زعم مهدي خزعلي، ابن المرجع الشيعي الراحل أبو القاسم خزعلي، أن شهادة وفاة رفسنجاني صدرت بضغط من السلطة القضائية، ولم تخرج عن الطب العدلي كما يُفترض، مضيفاً أن عائلة رفسنجاني تخضع لضغوط أمنية شديدة وأفرادها محظورون من إجراء مقابلات والكشف عن حيثيات وفاة والدهم.