متابعة/ سكاي برس
منعت شبكة الجزيرة القطرية إذاعة وثائقي حول نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة.
وقال الصحفي الفرنسي، آلان غريش، المتخصص الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط ومدير مجلة "أوريان 21" إن منع عرض الفيلم تسبب في سخط داخل أوساط القناة.
أشار غريش إلى أنه "تم تأجيل البث الذي كان منتظرا مطلع عام 2018 إلى أجل غير مسمى، دون أي تعليل رسمي. وتبين من أخبار وردت في الصحافة اليهودية الأمريكية قبل أي مصدر آخر أن بث البرنامج لن يحدث إطلاقا، الأمر الذي أكده فيما بعد كلايتون سويشر، مدير القسم المختص بالتحري والاستقصاء في القناة، وذلك في مقال أعرب فيه عن أسفه لتجميد الشريط. ثم أعلنت القناة أن سويشر سيكون في إجازة لمدة طويلة من عمله".
وأضاف، في تقرير مطول نشره بمجلة "أوريان 21"، إلى أن الفيلم تم منعه بعد الانتهاء منه تقريبا"، لافتا إلى أن السبب يعود إلى "صفقة عقدتها الدوحة مع "الجناح الأيمن للوبي الصهيوني" في الولايات المتحدة.
وتابع غريش، الذي عمل في السابق كرئيس تحرير لصحيفة "لوموند دبلوماتيك" الفرنسية، أن "الصفقة تضمنت تأجيل بث الفيلم مقابل توقف اللوبي عن التحريض على قطر داخل الإدارة الأمريكية"، وأن ذلك يأتي في إطار محاولة قطرية لكسب ود واشنطن وتأييدها في الأزمة الخليجية مع الرياض وأبوظبي.
وقال غريش إن مورتون كلاين رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، والمقرب من ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب قام بزيارة الدوحة وتفاخر بوقف بث الفيلم الوثائقي. "هؤلاء الذين كانوا منذ زمن ليس بالبعيد يتهمون قطر بتمويل حركة حماس والإرهاب وافقوا على تغيير موقفهم مقابل تجميد التحقيق مما يدل على مدى الإحراج الذي ينطوي عليه الفيلم الوثائقي بما تضمنه من اعترافات"، بحسب غريش.
ونشر تقرير غريش كذلك على موقع راديو "مونت كارلو الدولية"، وأكد غريش أنه تمكن "بفضل أحد الأصدقاء المقيمين في الخليج من مشاهدة الحلقات الأربع ومدة كل منها خمسون دقيقة في شكلها شبه المنجز".
وظهرت على موقع الفيديوهات الشهير على الإنترنت "يوتيوب" مقاطع فيديو من الفيلم الوثائقي تم تسريبها إلى وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حول قصة شخص "مندس" كلفته قناة الجزيرة في أوساط الجماعات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة منذ عام 2016 اسمه "طوني كلاينفيلد"، و تمكن هذا الشخص من جمع كل "المكونات المطلوبة لإنتاج تحقيق باهر".
وقال غريش "ظهر الشاب على الشاشة بمظهر "الجنتلمان" المثالي، سحنته توحي بعفوية طالب جامعي، إلا أن طوني كلاينفيلد، البريطاني اليهودي، الكامل الأوصاف للوهلة الأولى، المُجاز من جامعة أوكسفورد المهيبة، المتحدث بست لغات منها الهولندي واليديش، والمتمرس بشؤون النزاعات في الشرق الأوسط، كان يمكنه بكل سهولة أن يجد عملاً في أحد مكاتب وزارة الخارجية في أي بلد غربي، أو في أي مركز للبحوث".
وتابع غريش أن طوني "عاشر طوال خمسة أشهر نخبة المسؤولين من كافة الرابطات المنضوية تحت لواء الدفاع المطلق عن إسرائيل ولا سيما منها اللوبي الإسرائيلي الجبار في الولايات المتحدة الأمريكية "الأيباك" وخالطهم في الحفلات الرسمية والمؤتمرات والمحاضرات والمنتديات ودورات التدريب للنشطاء، وارتبط بصداقات مع عدد منهم. ولقد اكتسب بفضل لباقته ودفء تعامله وفعاليته ثقة كل من حاورهم، فتحدثوا معه بصدر مفتوح، تاركين جانبا اللغة الرسمية الجامدة وما تُمليه عليهم التوجيهات. ويمكن اعتبار ما أباحوا به من حقائق بمثابة المواد المتفجرة".
ومن جانبها قالت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية في تقرير لها إن "مصدرين من داخل المنظمات الموالية لإسرائيل في أمريكا اتصل بهما مندوب الجزيرة "السري" أكدا لها أن مقاطع الفيديو قد صورت بالتأكيد من قبله وأنه اختفى منذ أوائل عام 2017، وذلك بعد أن تمكن من أن يصبح متدربا في منظمة "مشروع إسرائيل" المؤيدة لتل أبيب في واشنطن".