Skip to main content

السيد محمد رضا السيستاني .. حان موعد انسحابك

مقالات الأحد 03 شباط 2019 الساعة 13:48 مساءً (عدد المشاهدات 11125)

بقلم/سليم الحسني

لم تكن الصورة سهلة على شاشة التلفزيون حيث ظهر الشيخ الكربلائي يعرض حالة السيد محمد رضا السيستاني في الخطبة. صحيح أنه لم يذكر الأسماء لكن الكثير من المتابعين سمعوا الأسماء وعرفوا المقصود.

شعرتُ بالحزن على حالنا الشيعي، حيث يضطر رجل بمستوى السيد محمد رضا الى تخصيص خطبة الجمعة لشأنه الشخصي، وأحسستُ بالألم الحاد لأن رجلاً مثله كان بمقدوره أن يكون امتداداً لحكمة أبيه المرجع الأعلى السيد السيستاني، وأن يلتزم بالنأي عن تفاصيل السياسة وعدم الدخول فيها طرفاً اضافياً الى أطرافها المتنازعة.

بتدخلاته في الكثير من شؤون العملية السياسية، أصبح السيد محمد رضا السيستاني واحداً من المشاركين في الأزمات والمشاكل والاختناقات. وفيما كان المرجع الأعلى قد حدد موقفه بعدم التدخل في هذه الشؤون، فان محمد رضا كان نشطاً في أهم الشؤون، يتدخل فيها ولا يتركها إلا وله كلمة ورأي، فتتغير الاتجاهات والمعادلات. وهكذا صارت العملية السياسية تتحرك برأس سياسي وآخر ديني، فلا هي دولة علمانية، ولا هي دولة دينية.

لا أريد أن أكشف التفاصيل أكثر في هذا المقال، فقد بيّنتْ خطبة الجمعة أن هناك رجلاً يشكو جراحاته، وليس من المروءة أن لا تمد يدك تطببه.

كانت تجربة محمد رضا السيستاني فاشلة، ولا يمكن أن يبرر ما حصل، أو يُبعد نفسه عن التداعيات والانهيارات التي حدثت، وهذا ما يجعلنا نأمل أن يكون قد انتفع من التجربة، خصوصاً بعد آخر تدخلاته، وهي المجيء بعادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء.

نتمنى أن يركّز السيد محمد رضا السيستاني جهوده في الحوزة العلمية، فهي ساحته وميدانه وتخصصه، وهي مهمة جليلة عظيمة، فيحفظ بذلك مكانة والده المرجع الأعلى وموقعه ورمزيته الأولى في عالم الشيعة.

وليس من الخيال حين نطلب منه أن يقلل سطوته على مكتب المرجع الأعلى، وأن يخفف شدة قبضته الممسكة ببابه. فالسيد السيستاني مرجع الشيعة الأكبر، وهناك الكثير من الشخصيات التي تريد اللقاء به في جلسات خاصة، للحديث عن شؤون الشيعة في العراق والمنطقة والعالم.

سيكون أمراً رائعاً ودرساً بليغاً لبقية أبناء المراجع، إذا ما انصرف السيد محمد رضا السيستاني لدرسه، لينهي ظاهرة أبناء المراجع التي تحولت في الوسط الشيعي الى سلوك عائلي، مما يحجّم دور المرجعية الذي يجب أن يكون بحجم الأمة، فقوة الشيعة من قوة مرجعيتهم، وعزهم من عزها، وأن الخطر الذي يتهددها هو تحويلها من مشروع قيادة أمة الى شركة عائلية.

نتمنى أن نرى السيد محمد رضا كبيراً، فكل من يحرص على التشيع يتمنى ذلك لعلماء الدين ولأبناء المراجع، وسيكون كبيراً حين يترك المساحة الصعبة. لقد جرّب التدخل فيها طوال هذه السنوات، وأفرزتْ تجربته الكثير من الأخطاء والانتكاسات، وقد حان موعد انسحابه.

 

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة