سكاي برس _متابعة
تشهد المسافة بين الأرض والمريخ هذا الصيف تقاربا مذهلا يبلغ 800 ألف كم في اليوم، ما يجعل ”الكوكب الأحمر“ ساطعا بشكل أكبر ومرئيا انطلاقا من الأرض.
وأكدت صحيفة ”لوموند“ الفرنسية في تقرير أن ”المسافة بين الأرض والمريخ تشهد خلال هذا الصيف تقلّصا بحوالي 800 ألف كم في اليوم، حيث سيصبح التوهج الأحمر البرتقالي للكوكب المجاور للأرض مرئيًا بشكل متزايد بالعين المجردة فوق الأفق، لا سيما خلال الجزء الثاني من الليل“.
وعرضت الصحيفة صورة للمريخ التُقطت في أيلول/ سبتمبر من العام 2018، قبالة سماء مضاءة بلون يميل إلى الحمرة.
وكان سطوع كوكب المريخ حينئذٍ مشابهًا لما سيصل إليه الكوكب الأحمر في هذه الفترة، ووصولا إلى كانون الأول/ ديسمبر المقبل، عند مواجهته للأرض.
وشبّه تقريرها الأرض والمرّيخ ”باثنين من راكبي الدراجات انطلقا في سباق لا نهاية له حول الشمس، حيث تستغل الأرض مدارها الأصغر للحاق بالمريخ في الوقت الحالي (بالنظر إلى قربها من الشمس)“.
وأشار إلى أنه ”خلال فصل الصيف ستتقلص المسافة بين كوكب الأرض وجاره بنحو 800 ألف كيلومتر في اليوم، وسيؤدي هذا التقارب الكبير إلى زيادة منتظمة في سطوع المريخ“.
ووفق ”لوموند“، سيستمر هذا التقارب إلى كانون الأول/ ديسمبر المقبل، حيث ”ستتم محاذاة الشمس والأرض والمريخ في الفضاء، وستكون المسافة بين الكوكبين قريبة من 81 مليون كيلومتر مقابل 195 مليون كيلومتر في نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي“.
وأوضحت أنّه ”يُطلق على المريخ الكوكب الأحمر غالبًا بسبب توهجه النحاسي، وهو بالفعل أحد ألمع النجوم في القبو السماوي، حيث لا تُرى سوى بعض النجوم أثناء الليل كما تفوق عليه كوكبا المشتري والزهرة“.
ولفتت إلى أنه ”سيكون من الضروري انتظار الجزء الثاني من الليل ليرى المتأمل في السماء كوكب المريخ يظهر في الشرق والشمال الشرقي وقبيل مطلع الفجر، أي عندما تكون الشمس لا تزال على عمق 18 درجة تحت الأفق“.
ويبرز المريخ من جهة الشرق بحوالي خمس عشرة درجة، وفي نهاية شهر تموز/ يوليو سوف يلمع أكثر من 30 درجة فوق الأفق بين الشرق والجنوب الشرقي في نفس الوقت، بحسب التقرير.
وقال إنه ”سيكون من السهل جدًا التعرف على المريخ بالعين المجردة؛ لأنه يضيء في مداريْ برج الحوت ثم برج الحمل، وهما مداران ليس لهما نجم ساطع مثله، وحتى في حال كانت هناك أضواء اصطناعية قد تحجب الرؤية سيظهر المريخ بمفرده في الشرق أثناء الفجر“.
وفسر تقرير ”لوموند“ أنّه ”من المنتظر وصول القمر إلى مستوى مدار المريخ يومي 21 و 22 تموز/ يوليو الجاري، ما يجعل من اليسير رؤية المريخ بالعين المجردة مع انعكاس ضوء القمر عليه.
وذكرت الصحيفة أنه ”يمكن للمراقبين المجهزين بجهاز ”تلسكوب“ متابعة الزيادة في القطر الظاهري للمريخ خلال الصيف، لكن الفارق سيكون ضئيلا جدّا حتى الآن (أقل من عشر ثوانٍ قوسية)، وسيكون من الضروري انتظار تطابق المريخ والأرض والقمر للبدء في تمييز التكوينات الرئيسية للمريخ جغرافيا“.