سكاي برس _متابعة
يدرك الآباء جيداً ان تجربة أشياء جديدة أمر صعب بالنسبة للعديد من الأطفال، سواء أكان طعامًا أو نشاطًا أو مهارة مختلفة، لأنهم يحبون ما يعرفونه، ويعرفون ما يحلو لهم.
وتبعاً لخبراء، يحتاج الأطفال للتشجيع للخروج وتجربة العالم، ولهذا يحتاج الآباء ومقدمو الرعاية إلى المساعدة في معرفة كيفية تقديم هذا التشجيع دون شعور بعدم الأمان أو الخوف.
وبحسب تقرير لموقع ”سي إن إن“، فيما يلي بعض النصائح المعتمدة من الخبراء حول كيفية جعل أطفالك يجربون أشياء جديدة دون إخافتهم أو الضغط عليهم.
ابدأ بما يعرفونه
يقول موريس إلياس، أستاذ علم النفس في جامعة روتجرز: ”من المهم أن يشعر أطفالنا بالثقة بشأن نقاط قوتهم وأن يستخدموا ذلك كنقطة انطلاق لتجربة شيء جديد“.
وهنا يجب أن نسأل أنفسنا: ”ما الذي يجيده أطفالنا؟ ما الذي يرتاحون إليه؟ كيف يمكننا مساعدتهم على التقدم في ذلك؟“.
مثال: ”إذا كانوا يعزفون على آلة موسيقية فهذا أمر رائع، يمكنك أن تدفع طفلك لتجربة شيء جديد بالمهارة أو الهواية التي يعرفها والتي هي العزف دون أن تشغله بشيء مختلف عما يعرفه ويتقنه“.
الروتين
أحيانًا يكون الشيء الجديد أفضل عندما يكون جزءًا من شيء قديم، بحسب الخبراء، فإن هذا تكتيك مفيد بشكل خاص مع الأطفال ممن يكرهون التغيير، ”فالروتين والطقوس يمكن أن تكون مريحة ومفيدة للغاية“ بالنسبة للأطفال.
ينصحك الخبراء للخروج من الروتين من حين لآخر، أن تجربوا سوية، مطعما جديدا أو هواية جديدة لأنهم سيكونون على استعداد لتجربة الأطعمة التي لم يتناولوها من قبل أو الأنشطة الجديدة، فقط أعطهم الوقت والأمان الكافيين دون فرض.
قائمة بالنشاطات
اسأل أطفالك عن الأشياء الجديدة التي يريدون تجربتها، واجعلهم يكتبون قائمة، والأهم أن تساعدهم في معرفة ما يقلقهم عندما يتجنبون أشياء جديدة، سواء كان ذلك المبيت في منزل أحد الأصدقاء أو طبق معكرونة جديد.
في بعض الأحيان، يساعد تحديد المخاوف في تقليلها ”كونها طريقة للشعور بالمسؤولية عن العواطف وفهم العلاقة بين المشاعر والأفكار والأفعال“
”كجزء من هذه المحادثة، يمكنك أن تجعلهم يمارسون تمرينًا يتخيلون فيه القيام بشيء يحبون القيام به. ثم اطلب منهم التفكير ماذا سيحدث إذا لم يجربوا ذلك مطلقًا، مما سيساعدهم في معرفة كيف أنه بينما قد يكون هناك القليل من المخاطرة (في القيام بأشياء جديدة)، يمكن أن تكون المكافأة ضخمة“.
تعاطف معهم
يشجع الخبراء الآباء ومقدمي الرعاية على التدرب على إدراك مخاوف أطفالهم والتعبير عن اليقين من أن طفلهم قادر على التعامل مع المهمة.
فكلاهما لهما نفس القدر من الأهمية، فحين يميل البعض إلى إخبار الأطفال أن ما يخشونه ليس مخيفًا، سوف يبطل ذلك عواطفهم، وحين يميل الآخرون إلى الراحة ويخبرونهم أنه لا بأس إذا كانوا لا يريدون فعل شيء يخيفهم، فهذا قد يثبت مخاوفهم.
ويشرح العلماء أن الطريقة الصحيحة هي ”أن تعترف بأن شيئًا ما قد يكون مخيفًا أو غير مريح أو صعبًا عليهم، وأخبرهم مباشرة أنك تعلم أن هذا مخيف أو صعب عليهم، وأن الامور ستكون على ما يرام لكن لا تتوقف عند هذا الحد“.
ثم تأتي مرحلة إظهار الثقة في طفلك: ”أخبرهم أنك متأكد أن لديهم القدرة على التعامل مع تلك التحديات وتحمل الانزعاج أو القلق أو المشاعر السلبية التي قد تصاحب القيام بأشياء جديدة أو مخيفة“.
فالآباء ومقدمو الرعاية مثل المرايا للأطفال، ”وإذا كان الانعكاس الذي يخلقه الوالد ضعيفًا أو محدودا، فهذه هي الطريقة التي يرون بها أنفسهم“ لذلك، كأب، ابدأ بنفسك.
هل يفعلون ما يكفي؟
بينما يجب على الآباء ومقدمي الرعاية التفكير: ”هل يحتاج الطفل حقًا إلى تجربة التوفو أو فنون الدفاع عن النفس أو النوم في منزل الجدة؟ هل نظامهم الغذائي مقيد لدرجة أنهم يضرون بصحتهم؟ أم أنهم يأكلون نظامًا غذائيًا متوازنًا“.
”من المهم حقًا ألا تنسى أن أطفالك يقومون بالأساسيات، ولديهم بعض الأصدقاء، لكن لا تبالغ في التفكير في كل ما لا يفعلونه، ففي بعض الأحيان يمنعنا ذلك من التركيز على الأشياء التي يقومون بها“، وفقا للخبراء.