Skip to main content

صرخات من قلب العطش.. ذي قار تعيش واقع مأساوي مؤلم

مجتمع الجمعة 22 تشرين ثاني 2024 الساعة 13:30 مساءً (عدد المشاهدات 96)

سكاي برس/ بغداد

منذ ثلاث سنوات، تعاني قرية الأبيض شمال مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، من جفاف حاد، مما أدى إلى نضوب مصادر المياه وتدهور الأراضي الزراعية فيها، حيث يضطر سكان القرية، إلى قطع مسافات طويلة يومياً لجلب الماء من السوق.

ويقول أحد أفراد القرية، ويُدعى الحاج ابو وسام لوكالة شفق نيوز، إن "الأمطار لم تنفع أهل القرية منذ عدة سنوات، ونحن نعيش واقعاً مأساوياً بسبب عدم وجود المياه، غالبية أهل القرية هاجروا الى المدينة وأصبحت أراضيهم جرداء بلا زراعة"، لافتا إلى أنه "يضطر يومياً الى قطع المسافات الطويلة بعجلته لغرض ملئ (خزانه الماء الأزرق) من المدينة ثم يعود الى منزله في القرية ".

واعرب أبو وسام عن أمله بـ"تجاوز هذه المحنة التي تمر بها قريته وعدد من القرى المحيطة بها"، داعيا السلطات المركزية إلى "تدخل عاجل لتوفير مستلزمات المعيشة في القرية وإجبار سكانها على البقاء وعدم مغادرتها بحجة الجفاف".

سبعة مطالب عاجلة

بدورهم، أعلن مجموعة من المزارعين بقرى (آل ازيرج) في محافظة ذي قار، عن تقديم 7 مطالب عاجلة بوثيقة رسمية اثناء زيارتهم الى الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل، لحل مشكلة الشحة المائية في قراهم.

وتضمنت المطالب بحسب وثيقة حصلت وكالة شفق نيوز على نسخة منها، نصب مضخة عائمة على نهر الفرات (مشروع السديناوية الجديدة) المتصلة بمشروع الفارسية، ونصب كرفانات للمشغلين والحراس لبعد المسافة بين المضخات ومساكنهم وتحويلهم من عمال مسطر إلى أجر يومي ، ونصب طباقيات للمضخات الكهربائية المترية حتى يتم تشغيلها ، وتوفير الأموال اللازمة لتصليح الأعطال التي تصيب محطات التشغيل.

وتتضمن المطالب أيضا فتح داير الى الناظم الفاصل بين مشروع السديناوية الجديد والفارسية، ونصب مضخة كهربائية وسطية نصف مترية مع تخصيص حراس لها ، ومفاتحة مديرية صيانة مشاريع الري والبزل في ذي قار لتطهير مشروع الفارسية على طوله لاحتوائه على القصب والبردي وهذا يحول دون مرور المياه الاروائية فيه.

أزمة سنوية

يتحدث رئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الباقي العمري، عن الشحة المائية في المحافظة ويقول إنها أصبحت من الأزمات السنوية في المحافظة، ونحن قادرون على حلها بجهود أبطال الموارد المائية والأجهزة الأمنية والجهات المتخصصة الأخرى.

وقال العمري في حديث له، إن "محافظة ذي قار في الوقت الحالي تتعرض لشحة مائية عصيبة، ولكن أقساها في مؤخر البدعة، وقد كانت لنا زيارة لوزير الموارد المائية قبل أيام معدودة، وطلبنا منه زيادة الاطلاقات والاعتماد على الأجهزة الأمنية في رفع التجاوزات والحد منها وتأمين مياه الشرب للمواطنين"، لافتا إلى أنه "في بداية موسم زراعي، والموسم الزراعي هو الأهم لدى المزارع الذي يسعى للعيش بكرامة من خلاله، وله الحق في ذلك، ولكن يبقى ماء الشرب في المستوى الأول وله الأولوية والأهمية لدى الحكومة المحلية".

وتابع رئيس المجلس، "نحن ألان نعول على اثنين فقط، وهي تمثل حلول مشكلة شحة المياه في مناطقنا، الأولى قيام فرق الموارد المائية بصحبة الأجهزة الأمنية بالسيطرة على الوضع المائي وتوزيعه بدقة، مع الإشارة إلى انه لا نعتقد وجود حصة مائية مؤمنة للرية الأولى في مناطقنا ، أما الثانية هي الأمطار حيث نأمل بأن تكون هناك أمطار تسعى لدفع الحصة الأولى لمؤخر البدعة، لان الوضع لا يطمئن"، مبينا أن "الإجراءات موجودة ولا نستسلم، ونطلب من الجميع التعاون سواء من الدوائر او من الأجهزة الأمنية ومن المواطنين بالدرجة الأولى".

ودعا العمري، "المواطنين لعدم الاعتماد على الري السيحي او الاغمار، حيث ان هذه الطريقة بحاجة إلى وفرة مائية ومضخات كبيرة ومساحات كبيرة، وندعوهم لأن يعتمدوا على التنقيط أو على الرش"، مضيفاً إن " اليوم حصة ذي قار 70 م3، وبجزء من هذه الكمية حصة ذي قار، يمكننا ري 48 ألف دونم لو كنا نستخدم التنقيط المقنن".

ملوحة وهجرة مرتقبة رغم الشتاء

من جانبه يقول قائممقام قضاء الجبايش، كفاح شناوة، ان منسوب نهر الفرات بلغ 68 سنتيمتر، أي بمعنى أنه هناك انخفاض حاد بعمود نهر الفرات مما يجعل الجريان عكسي من هور الحمار، والاهوار الوسطى باتجاه النهر. وذكر شناوة، لوكالة شفق نيوز، أن "الملوحة اليوم بلغت 2170 درجة لعمود نهر الفرات، وهذا يسبب مشاكل كبيرة ، ومحطات المياه الخاصة بالجبايش هي جميعها على نهر الفرات, وبالتالي درجة الملوحة أثرت على السكان الموجودين وكذلك عرضتهم للأمراض".

واشار الى ان "هناك تعاوناً مع وزارة الموارد المائية على غلق المنافذ المؤدية إلى هور الحمار والاهوار الوسطى لمنع الجريان العكسي، ولكن بالحقيقة هناك صيادين ورزقهم على الصيد في هور الحمار، إن لم يكن هنالك اطلاقات مائية زيادة من مقطع الهويشلي وزيادة التصريف الى النواظم الذيلية سيبقى الوضع كما هو عليه ودرجة الملوحة مرتفعة".

وأضاف، "نحتاج لوقفة جادة لإنقاذ هذه الجبايش، من الأمراض وكذلك من الهجرة والنزوح ودفع الضرر عنها، بسبب الشحة المائية التي تضربها"، مبينا ان " مشروع ماء الإصلاح الكبير توقف عن العمل بعد افتتاحه بيوم واحد وذلك لقلة الاطلاقات المائية له وأصبح خارج عن الخدمة في الوقت الحالي".

وحاولت وكالة شفق نيوز، التواصل مع الجهات المتخصصة من الموارد المائية الممثلة بإدارة حوض الغراض والهيئة العامة لمشاريع الري إلا أنه لا جواب على اتصالاتها.

وقال رئيس الجمعيات الفلاحية في ذي قار، حسين رباط, إن "هناك أكثر من 30 قرية في مناطق شمال وشرق محافظة ذي قار لم تصلها قطرة ماء منذ 3 سنوات وهي تتعرض لإبادة جماعية وخاصة في مجال زراعة النخيل، حيث هناك رؤوس نخيل من النوعيات النادرة تعرضت للابادة بسبب هذه الشحة المائية".

واكد رباط، أن "زراعة محصول الشلب انهكت المناطق التي تقع في ذنائب الانهر"، مبينا أن "حل ملف الشحة المائية بواسطة الأمطار في مناطقنا هي كذبة اطلقت وصدقها البعض، حيث أن مناطقنا جافة ولا توجد فيها امطار لغاية الآن، فيما باشر بعض المزارعين بزراعة محاصيلهم وهم بانتظار الأمطار، لان زرعهم بحاجة للسقي، وقد يتعرضون لخسائر مالية كبيرة بسبب عدم وجود الأمطار لغاية الآن".

وهاجم مسؤول الجمعيات الفلاحية في المحافظة، مدير الموارد المائية في ذي قار، مبينا انه" شخصية ضعيفة ولا تعرف ماذا تفعل، وجاءت به طبقة من المسؤولين المتنفذين في المحافظة وعليهم تحمل سوء اختيارهم ".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة