Skip to main content

"ايــــران" بلد المفاجآت .. بعد الجولة الثانية من سيقودها ؟!!

عربية ودولية السبت 29 حزيران 2024 الساعة 23:57 مساءً (عدد المشاهدات 270)

 

متابعة سكاي برس

تبقى إيران بلد المفاجئات"؛ هكذا وصف سفير إيران لدى تونس نتائج الانتخابات الرئاسية قبل ثلاثة أيام عندما سُئل ماذا يتوقّع؟ وهذا حصل فعلاً فشكّل تقدّم مسعود بزشكيان الطبيب الإصلاحي ذي الأصل التركي المفاجأة الأولى التي لم تكن مُتوقعة مع وجود منافسَين كبيرَين هما رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأسبق سعيد جليلي.

والمفاجئة الثانية تمثّلت في تراجع نسبة المشاركة إلى 41% لأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية

وهناك مفاجآت أخرى في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة التي أجريت يوم أمس الجمعة 28 حزيران/يونيو 2024 لانتخاب خلف للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي توفي إثر سقوط مروحيته في أيار/مايو الماضي في شمال غرب إيران، شهر أيار/مايو الماضي، برفقة مسؤولين آخرين منهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.

ووفقاً للدستور الإيراني، في حال شغور منصب الرئاسة، يتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال 50 يوماً، يتولى فيها النائب الأول للرئيس مهام السلطة التنفيذية مؤقتاً، على أن يتم العمل على انتخاب رئيس جديد للبلاد

انتهت الانتخابات الرئاسية المبكرة، دون حسم، وتمكّن المرشّحان مسعود بزشكيان وسعيد جليلي الحصول على معظم الأصوات، لكن لم يتمكن أي من المرشحَيّن كسب نصف زائد واحد وفق الدستور الإيراني، لإعلان الفوز في الانتخابات، لذلك انتقلت الانتخابات إلى الجولة الثانية.

بعدما شارك نحو 25 مليون ناخب إيراني من أصل 61 مليون من الإيرانيين/ات المؤهلين/ات للمشاركة في الانتخابات، وفق الأرقام الرسمية التي نشرتها وكالة إرنا الرسمية، انقسمت الأصوات بين بزشكيان (10.415.991 صوت) وجليلي (9.473.298 صوت)، بعد أن لم يتمكن أيٌّ من رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (3.383.340 صوت) ومصطفى بور محمدي (206.397 صوت) من جلب الأصوات اللازمة للانتقال إلى الجولة التالية، التي ستجرى يوم الجمعة المقبل الخامس من تموز/يوليو العام الجاري.

وفي ظهيرة الانتخابات وبعد الإعلان الرسمي عنها، أعلن قاليباف دعمه لسعيد جليلي، وقال في بيان له: "لم نصل لهدفنا بعد، وبرغم أنني أحترم السيد الدكتور بزشكيان، ولكن نظراً لانشغال بعض الأشخاص حوله، فإنني أطلب من كافة القوى الثورية ومناصريها المساعدةَ في إيقاف التيار الذي تسبب بمعظم مشاكل البلاد، من المشاكل الاقتصادية والسياسية، إذ علينا أن نردعهم كي لا يصلوا للسلطة مجدداً، لذلك علينا جميعاً أن نحاول انتخاب مرشح الجبهة الثورية الدكتور جليلي رئيساً للحكومة الرابعة عشرة".

ورغم دعم قاليباف هذا، انتشرت موجة واسعة بين أنصار قاليباف المنتمي للتيار المحافظ، لعدم دعم جليلي المحافظ الآخر، حيث أعلن الكثير منهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعمهم لبزشكيان الإصلاحي، فكتب مناصر قاليباف محسن على بور على صفحته في منصة إيكس (X): "ليس لدينا أي عهد معكم. لقد ضحيتم بالتيار من أجل عقد جليلي، ويقيناً سيكون بزشكيان خياراً أنسب للرئاسة، حيث أنه ثوري أكثر من جليلي ولا يجعل البلاد كبش فداء لعقده".

وسط هذا السخط ودعاية الجمهورية الإسلامية للمشاركة في الانتخابات، لم يشارك نحو 60% من الإيرانيين/ات، حيث سمى الكثير من الناشطين السياسيين والاجتماعيين الإيرانيين، عدم المشاركة هذه بـ"رفض بقاء الجمهورية الإسلامية" و"الزعل السياسي"، وكان لكلا العبارتين أثرهما المشهود في حضور الناس بمراكز الاقتراع، وحتى في النتائج التي لم تأت بأي فائز.

وعَدّ بعض الناشطين السياسيين الإيرانيين، أن عدم مشاركة الشريحة الأكبر من الشعب الإيراني بالانتخابات، كان بمثابة عدم قبول النظام الإسلامي، إذ كتب حول هذا الموضوع، صدرا محقق: "قالوا إن كل صوت في الانتخابات هو صوت للجمهورية الإسلامية، ففي هذه الحالة 60% من الإيرانيين/ات رفضوا الجمهورية الإسلامية، هذا إلى جانب أن نصف المشاركين بالانتخابات لم يصوتوا للتيار المحافظ أو كما يسمو أنفسهم ’الثوريين’، وهذا يظهر أن 80% من الشعب الإيراني لا يريد استمرار الوضع الراهن".

كما كان هناك نشطاء آخرون استخدموا عبارة أقل شدة، واعتبروا عدم مشاركة الناس هذه، أنها "زعل سياسي"، إذ أشار الناشط الاقتصادي الإيراني صادق الحسيني، إلى هذا الموضوع وكتب: "الناس زعلانون وغاضبون بشدة،  فلم يقنعهم أي دليل منطقي بالمشاركة، لكن أمامكم أسبوع واحد لتقنعوا من لم يشارك بالمشاركة".

بهذه الحالة لم يكن أمام الشعب الإيراني أو بالأحرى 40% من الشعب الإيراني أن يختار ويصوت مرة أخرى لواحد من المرشحين، إما للإصلاحي مسعود بزشكيان، الذي شغل مناصب كوزير للصحة في حكومة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي وكان مندوباً في البرلمان الإيراني لفترة، كما أنه ينتمي للتيار الإصلاحي الذي يعتبر أقل شدة من سائر الإسلاميين.

ويواجه الناخبون في المرتبة الثانية، سعيد جليلي، المنتمي للتيار المحافظ المتشدد، والمعروف عنه أنه أكثر شدة بين جميع المحافظين. اعتلى جليلي العديد من المناصب الحكومية خلال مسيرته السياسية، أكثرها كانت استشارية وأبرزها هو منصب كبير المفاوضين في المفاوضات النووية خلال فترة رئاسة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. نتعرف في ما يلي على المرشحين المنتقلين إلى الجولة الثانية.

مسعود بزشكيان... طبيب تركي إصلاحي

هو طبيب وبرلماني بارز، وكان المرشح الإصلاحي الوحيد في هذه الانتخابات، حيث عينته جبهة الإصلاحات ليكون أحد مرشحيها الثلاثة إلى جانب إسحاق جهانغيري وعباس آخونْدي، اللذين لم يؤيدهما مجلس صيانة الدستور، مكتفياً بالموافقة على بزشكيان.

بدأ بزشكيان مشواره السياسي في حكومة الرئيس محمد خاتمي الثانية عام 2001 بعد تعيينه وزيراً للصحة، كذلك تولى عام 2016 منصب النائب الأول لرئيس البرلمان علي لاريجاني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2020.

تم رفض أهليته في الانتخابات البرلمانية في آذار/مارس الماضي، بدعوى عدم التزامه العملي بالنظام، ولكن تم لاحقاً المصادقة على أهليته بعد تدخل المرشد علي خامنئي. سبق لبِزِشكيان الترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مرتين، حيث انسحب من دورة 2013، وفشل في إكمال خوض انتخابات 2021، التي فاز فيها إبراهيم رئيسي، بعد رفض مجلس صيانة الدستور أهليتَه.

 

وكما كان متوقعاً، فأنه حصل على دعم كبير من القومية التركية في البلاد، حيث أنه ينتمي إلى القومية التركية/الآذرية في إيران.

سعيد جليلي... المتشدد المعارض للاتفاق النووي

محافظ متشدد، يُعرف بمواقفه المناهضة للاتفاق النووي، حاصل على شهادة الدكتوراه في فرع المعارف الإسلامية والعلوم السياسية من جامعة الإمام الصادق في طهران، والتي تعتبر الجامعة المختصة في تخريج كوادر النظام الإيراني.

سبق وأن ترشّح مرتين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية عامَي 2013 و2021؛ في المرة الأولى حلّ ثالثاً بين المرشحين، وفي المرة الثانية انسحب لصالح إبراهيم رئيسي.

تولى مناصب في وزارة الخارجية الإيرانية، وفي مكتب المرشد الأعلى، وأصبح أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من 2007 إلى 2013 في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، وقاد خلال هذه الفترة المفاوضات النووية.

في عام 2013، عيّنه خامنئي عضواً في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وفي عام 2014 أصبح عضواً في المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية.

من سيصبح رئيس إيران؟

برغم التباين والخلاف الحاصل بين مناصري الجبهتين وحتى في كل جبهة على حد ذاتها، يبقى سؤال "من سيصبح رئيس إيران؟" يكرر نفسه، حيث بدأ يطرح منذ مصرع الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وسيظل حتى مساء يوم السبت السادس من تموز/يوليو العام الجاري. فعلى الأربعين بالمئة من الإيرانيين/ات، الانتظار لأسبوع آخر حتى يتبين لهم من هو الرئيس المقبل.

وبرغم وجود مرشحين لكل الأحزاب السياسية الإيرانية فكان للتيار الإصلاحي مرشحه وكان للتيار الأصولي 4 مرشحين بالإضافة إلى المرشح المستقل مصطفى بور محمدي، وهذا كان من شأنه تحشيد أكبر نسبة مشاركة ولكن المشاركة كانت الأقل في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهذا برغم دعوة جميع الشخصيات السياسية التي كان لها شعبية كبيرة في إيران إلى المشاركة والحضور في الاقتراع فقد دعا المرشد الإيراني الأعلى الشعب الإيراني إلى تعزيز النظام من خلال المشاركة ودعا الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي الشعب الإيراني إلى المشاركة لصالح تغيير الوضع الحالي ودعا الرئيس الأسبق حسن روحاني أيضاً للمشاركة من أجل غد أفضل والمفاجأة تمثّلت في تجاهل معظم الشعب الإيراني لهذه الدعوات...

حمل تطبيق skypressiq على جوالك