Skip to main content

مابين الماضي والحاضر.. نظرة إلى جرائم الحرب المرتكبة ضد الإنسانية في الأمس واليوم

مقالات الاثنين 30 أيلول 2024 الساعة 23:17 مساءً (عدد المشاهدات 925)

سكاي برس/ بغداد

أعلن بن فرانكز، أحد المدّعين العامين في محاكمات جرائم الحرب في نورمبرغ، قائلاً: "لقد تنامت القدرة على قتل البشر بسرعة أكبر بكثير من قدرتنا على تلبية احتياجاتهم الحيويّة والمشروعة.

ولا أحد يربح الحرب؛ فالرابح الوحيد هو الموت.

ومع اقترابي من عتبة المئة عام، أسعى إلى عكس هذا الوضع، ولكّن ذلك قد يتطلّب الكثير من الوقت.

" وقد تحدّث فرانكز خلال آخر جولة من الحوارات الرفيعة المستوى التي أجراها مفوّض الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان زيد للتفكير في أهميّة الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، بعد مرور 70 سنة على اعتماده.

وبالكاد بلغ فرانكز 27 عامًا حتّى أصبح رئيس هيئة ادّعاء الولايات المتّحدة في قضيّة وحدات القتل المتنقّلة، التي عُرِفَت بـ"أكبر محاكمة قتل في التاريخ"، وقد تمّ خلالها اتّهام 22 شخصًا باغتيال أكثر من مليون شخص.

وكانت هذه أوّل قضيّة يتولّاها فرانكز. وأشار زيد من جهته قائلاً: "هي سابقة، أنّ تضرب هذه الشوفينيّة القوميّة عرض الحائط بشعورنا جميعنا بأنّنا نتمتّع بحقوق عالميّة على كافة الحكومات أن تحترمها." وذكّر أنّ المتّهمين الـ22 من وحدات القتل المتنقّلة هم ممّن حصّل شهادات تعليميّة عالية جدًّا، ولكنّهم لم يشعروا بأيّ ندم للأعمال الحربيّة التي نفّذوها لا بل حاولوا تبريرها بالمنطق على الرغم من وحشيّتها وفظاعة عواقبها.

واعتبر فرانكز أنّ البشريّة عظّمت الحرب لقرون طويلة، لدرجة أمست مشكلة فلسفيّة متجذّرة لا يمكن حلّها ببساطة عبر إخبار العدو أنّه على خطأ. فقال: "عندما لا يتّفق القادة، يقومون بإرسال شباب لقتل شباب آخرين... إلى أن يسأموا من قتل بعضهم البعض. وينفقون كلّ أموالهم على تحسين الأسلحة لقتل الناس بدلاً من إنفاقها على اهتمامات مشروعة لأشخاص يعانون بسبب شروط عيش أقحمتم في حالة ذعر وخوف، فراحوا يرتكبون شتى الأعمال المعروفة بالأعمال الإرهابيّة سعيًا منهم لتحسين ظروفهم.

" وأضاف زيد قائلاً: " كما ذكرتم، تحتاج البشريّة إلى التقدّم نحو مرحلة تعتبر فيها الحرب غير واردة، لا أداة لتحقيق أهداف محدّدة لأنّ الحرب تولّد بحدّ ذاتها الكثير من النشاط الإجراميّ ويجدر أن تصبح غير مشروعة تمامًا في نهاية المطاف.

" وقد اتّفق فرانكز وزيد على أنّ تغيير العقليّات من المساعي الطويلة الأمد. وفي خلال محاكمات الحلفاء عند انتهاء الحرب العالميّة الثانية، بدأ فرانكز العمل على إنشاء محكمة جنائيّة دوليّة. وتذكّر فرانكز ممازحًا: "تكريمًا لجهودي، دعَوني كي ألقي الملاحظات الختاميّة خلال أوّل محاكمة دوليّة جرت في لاهاي. كنت في الـ92 من عمري. ولكن عندما أرى التقدّم الذي تمّ إحرازه أشعر بالتفاؤل!" خلال انخراطه بالجيش، عايش فرانكز عن كثب فظائع الحرب العالميّة الثانية، وأصبح، مع اقتراب نهاية النزاع، أوّل ضابط في الجيش الأميركيّ مسؤول عن الوفاء بوعد الحلفاء بمقاضاة جرائم الحرب.

وبعد إنهاء الحرب، وإلقاء القبض على المجرمين ومحاكمتهم، كانت الخطوة التالية إنصاف الضحايا والتعويض عليهم. فقال فرانكز: "عند التسبب بإصابات غير مشروعة، تصبح ملزمًا بفعل الخير؛ إمّا جبر الضرر إمّا التعويض."

وفي معرض النظر في التوجّهات السائدة، أشار زيد إلى أنّ أوروبا تشهدت عودة معاداة السامية وتزايد العدائيّة ضدّ مجتمعات المهاجرين. فقال: "انطلقت المعركة من جديد. ولربّما لم تنتهِ يومًا. هو نضال مستمرّ بالنسبة إلى من يؤمن بالإنسانيّة من دون أيّ تمييز أو تصنيف. جميعنا بشر ونتمتّع بحقوق متساوية، ويحقّ لنا بأن نعيش بكرامة بعيدًا عن الحرمان والتمييز والخوف."

وذكر زيد البيان الذي أصدره فرانكز عندما تبيّن أنّ الحكومة الأميركيّة تفرّق أفراد الأسر المهاجرة التي تدخل أراضيها من دون تأشيرة دخول. وأعلن فرانكز، وهو أيضًا مهاجر انتقل مع أسرته من هنغاريا إلى الولايات المتّحدة عندما كان يبلغ من العمر 10 أشهر، أنّه من المؤلم جدًا له أن يرى الأطفال يُبعدون عن أهلهم.

فقال: "شعرت بغضب عارم عندما تجرّأ أحدهم على أن يعتبر أنّه من المسموح إبعاد الأطفال عن أهلهم وإرسال الأهل إلى بلد آخر. هذا جرم ضدّ الإنسانيّة!" وتابع قائلاً: "عندما نعدّد الجرائم ضدّ الإنسانيّة في النظام الأساسيّ للمحكمة الجنائيّة الدوليّة، نذكر "أفعالًا لاإنسانيّة أخرى تتسبب بمعاناة شديدة". ما الذي يمكنه أن يتسبّب بمعاناة شديدة أكثر ممّا نُفِّذ باسم قانون الهجرة؟ فلا بدّ من تعديل القانون إن كان القانون ينصّ فعلاً على ذلك." “وأضاف قائلاً: "شعرت بغضب شديد، والطلاّب شعروا بغضب شديد ما شجّعني كثيرًا. لا أمل كبير لديّ في الدبلوماسيّين لإحداث التغيير، ولا في السياسيّين المحليّين لأنّ البلدان منقسمة. المستقبل في أيدي الشباب.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة