سكاي برس/ بغداد
في تطور خطير ولافت، قرر الأمين العام للأمم المتحدة أن يقول شيئًا عن سوريا! بعد سنوات من البيانات الفارغة والتعبير عن “القلق العميق”، ها هو اليوم يرفع سقف الخطاب ليطالب، بكل حزم، بوقف إراقة الدماء فورًا! نعم، فورًا، وكأن أطراف النزاع كانوا ينتظرون هذه اللحظة التاريخية ليقولوا: “حسنًا، لقد قالها أخيرًا.. لنرمِ السلاح ونعود لمنازلنا!”
ولأن التصريح الأممي لا يكتمل دون جرعة من الكوميديا السوداء، أضاف الأمين العام بندًا أكثر درامية: “محاسبة مرتكبي الانتهاكات!”، في تلميح قوي إلى الآلية المعتادة: كتابة التقارير، ثم إحالتها إلى لجان، ثم أرشفتها في أدراج الأمم المتحدة بجانب مئات البيانات التي لم تهز شعرة واحدة في رؤوس القتلة.
ما الخطوة التالية؟ ربما استدعاء مجلس الأمن لجلسة طارئة، يصدرون فيها بيانًا أكثر قوة، بشيء مثل: “نحن قلقون جدًا جدًا جدًا”. ثم ينتقل الجميع لاحتساء القهوة والتقاط الصور الرسمية، بينما تتكفل الصواريخ والمجازر بإكمال المشهد السوري كالمعتاد.
لكن لنكن منصفين، فالأمم المتحدة تحاول، فقط بأسلوبها الخاص: بيانات، اجتماعات، تنديد، وإعادة تدوير العبارات. أما السوريون؟ فهم يعرفون منذ زمن أن انتظار العدالة من الأمم المتحدة يشبه انتظار الإسعاف من سيارة مخصصة لبيع الآيس كريم.