Skip to main content

السعودية خسرت الحريري ومصر.. وإيران تواصل مكاسبها

تقاريـر الخميس 09 تشرين ثاني 2017 الساعة 17:10 مساءً (عدد المشاهدات 7455)

بغداد  /  سكاي برس

علي بشارة

إيران تواصل مكاسبها باستقطاب دولا جديدة لمحورها.. والسعودية تخسر.. هذا ما عبرت عنه الأيام القليلة الماضية، في واقعتي استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وإعلان مصر إنها لن تتخذ خطوات ضد حزب الله.

استقالة الحريري من مكتب بالرياض، تسببت في أزمة خسر فيها السنة اللبنانيون، بعدما اتهم رئيس الوزراء السابق بالتخلي عن اتفاق الاصطفاف اللبناني الذي تم التوصل إليه عقب انتخاب العماد ميشال عون، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

استقالة الحريري

كانت مفاجئة، فجرها الحريري، ظهر السبت، من مكتب بالرياض، وعبر خطاب متلفز من فضائية العربية السعودية، بإعلان استقالته، والتي أرجعها إلى مساعي إيران خطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعدما تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه.

قرار الحريري، الذي حمل مضمونه تصعيدا سياسيا تجاه حزب الله وإيران بشكل مباشر، خالف التوقعات التي كانت تنتظر أن لبنان يدخل في مرحلة تهدئة سياسية بين أحزابه.

كما أن أغلب المراقبين، أبدوا علامات استفهام عديدة حول الأسباب التي دعته للاستقالة، ولإعلانها من السعودية، وهو ما ربطها البعض بأنه ينفذ أجندة للسعودية في إطار حرب بالوكالة.

كما اعتبر كثيرون الاستقالة، خطوة أولى نحو التدخل السعودي في السياسات اللبنانية، خاصة أن وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، قال في تغريدة له عبر حسابه على تويتر: لبنان بعد الاستقالة لن يكون أبدا كما قبلها، لن يقبل أن يكون بأي حال منصة لانطلاق الإرهاب إلى دولنا وبيد قادته أن يكون دولة إرهاب أو سلام.

المحلل السياسي اللبناني أمين حطيط، قال إن إعلان استقالة الحريري من الرياض هو استمرار لمسلسل الصراع الإقليمي بين المملكة وإيران، وإن الخاسر منه هو لبنان والدول العربية وعلى رأسها السعودية.

وأضاف طيط في تصريحات صحفية، أن «الحريري أجبر على الاستقالة، وأرادت الرياض أن تخرج الاستقالة بهذه الطريقة، حتى تقول إنه لها دورا فاعلا في لبنان.

حديث حطيط، كان مقاربا لما ذكره حزب الله، حين علق على الاستقالة بالقول إن السعودية قامت بالضغط على الحريري، التي يحمل جنسيتها، لتقديم استقالته.

بيد أن وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، قال إن بلاده لم تحرض الحريري على الاستقالة، مضيفا: لا نريد اغتيال آل الحريري من جديد.

وعلى الرغم من نفي السبهان، ومن بعده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي أكد ذات النقطة، إلا أن المراقبين قالوا إن عودة الحريري إلى لبنان، لتقديم استقالته رسميا وفق الأصول إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، سيكون معيارا لمدى إجبار الحريري على الاستقالة أم لا.

قوة إيرانية

ردود أفعال القوى اللبنانية، والدعوة للوحدة، وانتقاد ما قام به الحريري، أعطى قوة لحزب الله، ومن خلفه إيران في لبنان.

واتهمت إيران على لسان نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين عبداللهيان، أمريكا والسعودية و(إسرائيل)، بزعزعة استقرار لبنان.

وقال: ليس هناك قلق خاص حيال داخل لبنان، لكن لو استمر اللاعبون في المنطقة وخارجها بمخططاتهم فإن لبنان ربما يتجه إلى عدم الاستقرار، حسب ما نقلته وكالة فارس الإيرانية.

وتابع عبداللهيان أن السعودية تسعى إلى تثبيت مكانة ولي العهد محمد بن سلمان، كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد تحقيق أهدافه عبر زعزعة الاستقرار.

فيما عبر قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، بفرحته جراء استقالة الحريري، بالقول: ربما ذهاب الحريري لم يكن بالأمر السيء، فقد كان عبئا على اللبنانيين.

وأضاف: الأوضاع ستكون أفضل من بعده.

مصر وحزب الله

وعلى إثر الأزمة اللبنانية، دخلت مصر ثاني أكبر دولة سنية في المنطقة، والحليف الأبرز للسعودية، على الخط، ولكن هذه المرة لصالح إيران وحزب الله، في خطوة قد تسبب أزمة دبلوماسية جديدة بين القاهرة والرياض.

والإثنين، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن بلاده لا تفكر في اتخاذ أي إجراءات ضد حزب الله، على الرغم من دعوة السعودية إلى فرض عقوبات عليه.

وفي مقابلة مع شبكة سي إن بي سي الأمريكية، قال السيسي، ردا على سؤال عما إذا كانت مصر ستدرس اتخاذ إجراءات ضد حزب الله: الموضوع لا يتعلق باتخاذ إجراءات من عدمه.

واعتبر أن الاستقرار في المنطقة هش في ضوء ما يحدث من اضطرابات في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال ودول أخرى مضيفا: هناك حاجة إلى مزيد من الاستقرار، وليس عدم الاستقرار. والمنطقة لا يمكن أن تتحمل المزيد من الاضطرابات.

وأبلغ السيسي رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الأحد أن مصر تعارض أي تدخل في الشؤون الداخلية للبنان، في إشارة إلى تدخل السعودية أو إيران على حد سواء.

كما تسربت أنباء عن أن السيسي، أبلغ بري أنه يخشى أن يكون الحريري، تحت الإقامة الجبرية في السعودية، وهو الأنباء التي لم يؤكدها مصدر مستقل ولم تنفيها السلطات في مصر أو لبنان.

ويعد موقف السيسي، أول موقف معلن من مصر تجاه الأزمة اللبنانية، التي بدأت مع إعلان الحريري استقالته، والتي دعت على إثره السعودية والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على حزب الله.

وبهذا التصريح، تنحاز مصر إلى حزب الله، ومحور إيران، في تقارب جديد مع روسيا ونظام بشار الأسد في سوريا، في مواجهة محور السعودية والإمارات الاتي يتخذن موقفا عدائيا من إيران.

وبحسب مراقبين، فإن مصر تنظر إلى حزب الله، باعتباره لا يمثل فريق لبناني فقط، وإنما يمثل أيضا، قوة خارجية و ويد بارزة لإيران يتحكم في الدولة اللبنانية، وبالتالي لا يمكن معاداته.

وترفض مصر، أيضا، الصدام مع حزب الله، أحد داعمي نظام الأسد في سوريا، والذي تتخذ القاهرة موقفا مؤيدا له ضد الثورة المندلعة في البلاد منذ 2011.

يشار إلى أن العلاقة بين مصر دخلت مرحلة توتر لافتة أواخر عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك (تنحي عقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011)، عندما حرض حزب الله الجيش المصري على التحرك ضد مبارك، لكن انقلاب السيسي عام 2013 أعاد العلاقة إلى مربع الهدوء الحذر.

أزمة مع السعودية

المراقبون قالوا إن موقف مصر، قد يمثل بداية لأزمة دبلوماسية بين مصر وحلفيتيها السعودية والإمارات، واللتان يعدان أبرز داعمي السيسي منذ قيادته للانقلاب على أول رئيس مدني منتخب محمد مرسي في يوليو/تموز 2013.

ويشير المراقبون، إلى أن مصر تسعى لوقف التصعيد الخليجي الإيراني، مضيفين إنه على الرغم من موقف مصر الداعم للخليج الرافض للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، إلا أنها ترفض تحويل الخليج إلى صراع طائفي، حتى لا يزداد  التوتر في المنطقة، وهو ذات السبب الذي ترفض من خلاله التصعيد في لبنان.

ويتابع المراقبون أن مصر تسعى إلى تجنب الصراعات الداخلية في الدول، ضمن رؤية لخارجيتها للمحافظة على الدولة القومية، وما ما يدفعها إلى رفض التصعيد الطائفي، كونه يزيد من التوترات في العراق والبحرين وسوريا.

وعبر الكاتب الصحفي جمال سلطان، عن هذه الأزمة بتغريدة، قال فيها: السيسي: أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي.. وزير خارجية السعودية عادل الجبير: حزب الله أطلق الصاروخ الباليستي على الرياض.. السيسي: مصر لا تفكر في اتخاذ أي إجراءات ضد حزب الله اللبناني.

وأضاف متعجبا: ضع هذه العبارات في جملة مفيدة.

أما مساعد وزير الخارجية سابقا السفير جمال بيومي، فأعرب عن تمنياته، ألا يؤثر موقف مصر على العلاقات مع السعودية.

وقال في تصريحات لصحيفة الدستور: من الطبيعي أن يكون هناك خلافات في إطار العلاقات السياسية بين الدول، ومن المفترض ألا تؤثر على علاقاتهم الثنائية.

يشار إلى أن الكاتب الصحفي وائل قنديل، سبق أن قال إن السيسي يناور مع دول الخليج، ولا يقيم علاقاته معها على أساس المبادئ وإنما على أساس المنح والمساعدات.

وذكر قنديل بمواقف سابقة لنظام السيسي، وكيف أنه كان يعمل على توثيق علاقاته مع الحوثيين وإيران في صنعاء، في الوقت الذي كانت فيه دول الخليج تسحب سفراءها من العاصمة اليمنية.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة