بقلم/ هادي جلو مرعي
ليس تعاليا بالتأكيد، فالفان لايتعالى لأنه فان وزائل، لكن الإعتراض على طريقة أداء، أو شعور بالإحباط من سلوك ما يدفع المرء لإتخاذ مواقف من أحداث بعينها، أو من جهات لاتؤدي المهمة بشكل طيب، أو إنها تفسد في الأرض، ولاتصلح كماهو حال العراق الذي يعاني من الفساد، ولايتعافى لأن المرض ذهب بعيدا في الجسد المتهالك، وزاده تعبا وهزالا.
في مطلع سبتمر 2018 إنطلقت فعاليات معرض اربيل للكتاب، ومعظم الذين ذهبوا من كتاب وصحفيين وجهت لهم دعوات وأمنت لهم رحلات جوية، وكنت حاضرا هناك، وجلست في طاولة حوار مع صحفيين تكلمنا في شأن الحريات العامة وحرية الصحافة تحديدا، وشعرت إن هناك تقاليدا متبعة، وحسن إدارة أدت الى نجاح المعرض، وزادت حجم الإقبال عليه.
في معرض بغداد للكتاب الذي يقام سنويا، ولم أحضره على الإطلاق، مثلما لم أحضر معرض بغداد الدولي الذي يقام سنويا، ولأسباب مرتبطة بعدم الثقة بالنتائج، والشعور بالإحباط، وخاصة حين تغلق الطرق، وتمر بظروف معقدة للوصول الى المعرض الذي لايحقق مردودا إقتصاديا للبلاد، ولاتوجد تقاليد متبعة في إدارته، ولانجد إن الإدارة واعني إدارة معرض بغداد للكتاب تمتلك معرفة بتلك التقاليد فإننا نسجل ملاحظاتنا وليس تعسفا أو إنتقاصا إنما هي ملاحظات، وكنت أتمنى ان تتم دعوة صحفيين ونقابات لإقامة ورش عمل وندوات، عدا عن حفلات توقيع كتب، ويمكن إستضافة ممثلين وباحثين لمناقشة قضايا عامة سياسية وفكرية وورش عن حرية الصحافة والتعبير.
يمكن ايضا مناقشة موضوع مهم للغاية متعلق بالربحية من وراء إقامة المعارض تلك، حيث لاتوجد دراسة جدوى، وأظن إن مثيلات هذه المعارض في بقية البلدان تحقق نوعا من الربح الذي يشكل إيجابية عالية، ويدعم فكرة إقامتها سنويا، ويشجع على تبني مشاريع سياحية وإقتصادية، ويدفع الى تمتين العلاقات بين الدول التي تشارك فيه بمئات دور النشر.
ماأتمناه أن تتحول تلك المعارض الى وسائل كسب مادي ومعنوي للعراق، وليس مجرد تقليد سنوي عابر، ولاتكون معارض للإكتئاب.