اياد السماوي
رئيس مجلس الوزراء السيد عادل عبد المهدي سيتوّجه بعد غد الخميس إلى الصين على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة وصفها المراقبون من كلا البلدين بالتأريخية , حيث أعرب هؤلاء المراقبون عن تفاؤلهم في أن تدّشن هذه الزيارة المرتقبة نقلة نوعية ومرحلة جديدة في مسار العلاقات العراقية الصينية .. إنّ أهمية هذه الزيارة المرتقبة تتجّسد في إمكانية في إعادة الحياة وبعثها مجددا في مشروع البنى التحية الذي طرحته حكومة السيد نوري المالكي على مجلس النواب العراقي في سبتمبر عام 2012 والذي رفضته في حينها القوى السياسية الشيعية بسبب غبائها وحقدها وسفالتها وجهلها بمصالح الشعب الاقتصادية والسياسية ومستقبل أجياله القادمة .. وأهمية هذه الزيارة بالنسبة للسيد عادل عبد المهدي تأتي من كونها تشّكل فرصة ذهبية أمامه لإعادة مشروع البنى التحتية بشكل جديد ومختلف وبما ينسجم مع حاجة العراق المستقبلية للمشاريع الاقتصادية العملاقة التي ستضعه على اعتاب النهوض الاقتصادي والتنمية الشاملة في كل القطاعات الاقتصادية كالصناعة والزراعة والنقل والاتصالات والطاقة وقطاع البناء ..
إنّ استعداد الصين لتوقيع اتفاقات اقتصادية وتكنولوجية وأمنية وثقافية مع العراق تضع حكومة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي أمام المسؤولية التاريخية في استثمار هذه الفرصة الذهبية لبناء المشاريع الاقتصادية العملاقة كمشروع ميناء الفاو الكبير ومشروع مطار بغداد الدولي وإنشاء خطوط السكك الحديدية والطرق والجسور الحديثة وبناء مصانع البتروكيماويات والمدن الصناعية وبناء المدارس والمجمعات السكنية وبناء السدود على نهري دجلة والفرات والتعاون في مجالات الزراعة والاتصالات والري .. إنّ توقيع مثل هذه الاتفاقيات بعيدة المدى لا تضع العراق على طريق البناء والنهوض الاقتصادي فحسب , بل ستضع حدا لهيمنة الشركات الأمريكية والغربية المرتبطة بالمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة والتي لا تريد من العراق سوى نهب خيراته وثرواته وثروات أجياله القادمة .. فإذا كان الأغبياء قد رفضوا مشروع البنى التحتية والذي لم تتجاوز كلفته الأربعين مليار دولار بسبب حقدهم الأعمى , فإنّ أمام السيد عادل عبد المهدي فرصة توقيع عقد تأريخي مع الصين تتجاوز كلفته الخمسمئة مليار دولار تسدد أثمانه بالآجل من نفط العراق , وبهذه الطريقة يكون العراق قد ضمن سوقا مضمونة لتسويق نفطه وبأسعار السوق العالمية .. فهل سينجح السيد عادل عبد المهدي بإبرام صفقة القرن مع الصين ووضع العراق على اعتاب النهوض الاقتصادي والتنمية الشاملة ودخول التأريخ من أوسع أبوابه ؟ .. ختاما نقول للسيد عادل عبد المهدي .. توقيع مثل هذا الاتفاق التاريخي سيلجم كل الأصوات التي تطالب برحيلك .. فهل أنت ماض لتوقيع صفقة القرن مع الصين ؟ ..