سكاي برس/ بغداد
بعد سنوات طويلة منذ 2003، كانت وزارة التخطيط في العراق اكثر الوزارات المغيبة وعديمة الدور، بالرغم من أهميتها وكونها العمود الفقري لجميع الاعمال التنفيذية الحكومية، لكن وزارة التخطيط الحالية والتي يقودها محمد تميم، يتفق الكثيرون على انها خاضت وقادت الكثير من الملفات وادت دورًا كان مغيبا منذ سنوات، فالتخطيط هي المسؤولة والبوابة التي تمنع حدوث العشوائية في كل شيء على صعيد الاقتصاد او القضايا المجتمعية وغيرها.
عند النظر على الأداء الحكومي للحكومة الحالية، يتفق الكثيرون ان الحكومة الحالية أنجزت الكثير وأصبحت نسبيا مختلفة بشكل واضح عن الحكومات السابقة على صعيد المشاريع او رسم السياسات العامة للبلاد، وعند امعان النظر، سنجد ان واحدة من عوامل هذا الاختلاف، جاء بفعل جعل السوداني لوزارة التخطيط أهمية واولوية، واصبح محمد تميم متواجدا مع السوداني في كل خطوة تتعلق برسم السياسات العامة للبلاد في الاقتصاد والاجتماع والمشاريع والتنمية.
أصبحت لوزارة التخطيط في هذه الدورة الحكومية، مهام متعددة، ابرزها ان التخطيط تكون مسؤولة عن إيجاز المشاريع وتصنيف الضروري منها من غير الضروري، بعيدا عن العشوائية التي كانت سائدة في السنوات السابقة على صعيد المحافظات وكذلك الوزارات التي تقوم بانشاء مشاريع تتضارب مع بعضها او إعطاء أولوية لمشاريع غير مهمة وترك المشاريع المهمة، لكن وزارة التخطيط الحالية كانت بمثابة "الفلتر" الذي يجيز المشاريع المهمة والضرورية ومنع ما يتضارب معها او العشوائية في التنفيذ.
ونجحت وزارة التخطيط بخفض عدد المشاريع المتكلئة في العراق ومن بين 1450 مشروعا متكلئة، تم إعادة العمل بقرابة 40% منها، ولم يتبق سوى حوالي الف مشروع متلكئ، ومن المؤمل ان تنخفض المشاريع المتلكئة اكثر حتى نهاية العام الحالي.
ونجحت وزارة التخطيط كذلك، باجراء التعداد السكاني بعد سنوات طويلة من تحول هذا المشروع الى "مشروع تصريحات"، وفشلت جميع الوزارات والحكومات السابقة بانجازه، فيما يقترب العراق اليوم من اجراء التعداد السكاني بعد شهر من الان لأول مرة منذ حوالي 27 عاما.
ولم تأتِ هذه التحركات الاستثنائية والانقلاب في تغيير دور واهمية وزارة التخطيط الا بابعاد الكثير من الفاسدين والمتلاعبين بمصير المشاريع وخارطة توزيعها والذي يحققون استفادات كبيرة على حساب المال العام، وهذا ما يجعل من وجود محاولات استهداف وتجييش المهاجمين ضد وزارة التخطيط ووزيرها، امرا غير مستغرب.