سكاي برس/بغداد
ذكر موقع "امواج" البريطاني أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني انخرط بحركة دبلوماسية لصياغة موقف إقليمي مشترك للحدث السوري، قد يجد مسيرته السياسية والدور الاقليمي للعراق عند "منعطف حرج" الآن.
وفيما شارك السوداني باجتماعات واتصالات رفيعة المستوى بما في ذلك مع الأمريكيين وقادة المنطقة، قال التقرير البريطاني ؛ انه في ظل الاعتقاد بأن إيران تقف في موقف محرج، فان رئيس الحكومة العراقي يتعرض لضغوط خارجية متزايدة لكي يعمل على الحد من نفوذ الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من إيران.
وحول اتصالات ولقاءات السوداني، قال التقرير انها تضمن لقاء في 11 ديسمبر/كانون الأول مع الملك الاردني عبد الله الثاني في عمان، وبعدها بيومين في 13 ديسمبر/كانون الأول، استضاف السوداني وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن في زيارة غير معلنة، أن بلينكن حث السوداني على الاستفادة من ضعف إيران الحالي والتحرك لحل الجماعات المسلحة الشيعية، مضيفة ان مسؤولا أمريكيا لم تكشف اسمه، قال ان الوزير الأمريكي حذر السوداني من السماح لإيران بنقل الاسلحة الى لبنان او سوريا عبر الأراضي العراقية.
ولفت التقرير إلى أن بلينكن، ومن دون ان يذكر ايران بالاسم، قال لاحقا انه يرى "لحظة مناسبة" للعراق "لتعزيز سيادته واستقراره وأمنه ونجاحه المستقبلي".
وبالاضافة الى ذلك، فان السوداني زار في 18 ديسمبر/كانون الأول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المنتجع الشتوي في العلا.
واعتبر التقرير أن السوداني يجد أن مسيرته السياسية، ومستقبل الدور الاقليمي للعراق، "عند منعطف حرج"، موضحا أنه بعدما سعى الى الاستثمار في صورة تسهيل عقد الصفقات، فإن بعض المراقبين يقولون ان الاحداث الاخيرة قد تدفع السوداني الى محاولة الانفصال بشكل قوي عن حلفاء إيران الذين أوصلوه الى السلطة في العام 2022.
وذكر التقرير أنه بينما واجه السوداني اتهامات بالتحالف بشكل كبير مع واشنطن، ما ساهم في إثارة دعوات لاستقالته في ظل الجدل حول قضية التنصت على المكالمات الهاتفية، فإن النجم السياسي للسوداني بدا كأنه آخذ بالتلاشي منذ اسابيع، الا ان السوداني اغتنم الازمة السورية باعتبارها فرصة مهمة للتأكيد على أن العراق دولة لا غنى عنها لتوحيد المسار الدبلوماسي إلى الأمام في المنطقة، وهي ديناميكية متطابقة مع وصفه لدوره كرئيس للحكومة.
ولفت التقرير إلى أن السوداني كان خلال اتصالاته ولقاءاته يحذر من "عواقب وخيمة" بسبب ما جرى في سوريا والخشية من انزلاق العراق إلى صراع طائفي في حال ساءت الظروف في سوريا، والمخاوف من اضطهاد للأقليات الدينية والعرقية.
وتابع التقرير؛ أنه في الوقت نفسه، تتزايد التكهنات حول وجود حملة دولية أوسع لحل الحشد الشعبي. واضاف ان التطورات الجارية، عززت الانقسامات الواضحة داخل المؤسسة السياسية الشيعية في العراق، وعدم رغبة إيران الواضحة، إن لم يكن عدم قدرتها، على حماية الرئيس السوري السابق الاسد.
ومع ذلك، قال التقرير إنه في حين أن هناك أدلة قليلة تشير إلى أن التحرك ضد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، يمثل هدفا للسوداني على المدى القريب، غير أن التعليقات الاخيرة التي ادلى بها العديد من مستشاريه قد تشير الى وجود احتمال ما حول مثل هذه الخطوة، فيما لو كانت الظروف مواتية.
وقال التقرير ان ممثل الأمم المتحدة في العراق محمد الحسان، التقى مرتين منذ تشرين الثاني/نوفمبر باية الله العظمى السيستاني، بدعوى سعيه لاصدار فتوى دينية تدعو الى تسريح قوات الحشد الشعبي، مضيفا أن صدور فتوى كهذه من جانب المرجع الشيعي الاعلى سيكون له وزن كبير، خصوصا بالنظر إلى أن دعوة السيستاني الى حمل السلاح في عام 2014 كانت الدافع الى تحفيز تشكيل وحدات الحشد الشعبي.
إلا أن التقرير قال ان مثل هذا التسريح لقوات الحشد الشعبي، قد يكون غير ممكن سياسيا وعمليا. وختم التقرير بالقول إن السوداني التزم على الأقل علنا بالمسار مع حلفائه في الإطار التنسيقي الشيعي المدعوم من إيران.
وذكر التقرير بان السوداني وخلال مقابلة مع قناة العراقية الرسمية في 19 كانون الأول/ديسمبر، السوداني دافع عن نهجه تجاه سوريا وردَّ على الادعاءات القائلة بان القوى الخارجية فرضت "شروطا" من شانها ان تجبر العراق على تحديد مصير الحشد الشعبي.
وخلص التقرير الى القول انه من المرجح استمرار دبلوماسية العراق المكوكية، وقد تتطلب فتح قنوات اتصال جديدة مع الدول المجاورة، مذكرا على سبيل المثال، بأن رئيس البرلمان محمود المشهداني، السني المنتخب مؤخرا، التقى في 18 كانون الأول/ديسمبر بوزير الخارجية الأردني في عمّان.