سكاي برس/ بغداد
في لقاء متلفز مثير للجدل، كشف الخبير العسكري المتخصص داغلاس ماك عن صورة قاتمة للحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن ما يجري ليس مجرد مواجهة بين جيشين، بل حرب استنزاف متعمدة يديرها الغرب على حساب الجنود الأوكرانيين. في نظره، موسكو ليست في عجلة من أمرها، بينما كييف تتلقى الضربات دون أفق للنصر، وسط تواطؤ واضح من حلفائها الذين يواصلون دفعها إلى المحرقة.
وفقًا لماك، فإن الأرقام الحقيقية للخسائر صادمة ومُتجاهَلة إعلاميًا: 1.2 مليون جندي أوكراني قُتلوا مقابل نحو 100 ألف جندي روسي، وهو ما يوضح أن الحرب ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل إبادة صامتة تستنزف أوكرانيا بالكامل. لكن البعض يتساءل: لماذا لا تحسم روسيا المعركة بسرعة؟ يجيب ماك: “بوتين لم يأتِ لإبادة السلاف الأرثوذكس، بل لإعادة تشكيل النظام وفق مصالح موسكو، على عكس الغرب الذي يسعى لاستنزاف روسيا وأوكرانيا معًا.”
لكن المخاطر لا تقتصر على أوروبا. ماك يحذر من أن أي تصعيد عسكري جديد في الشرق الأوسط أو أوروبا الشرقية سيؤدي إلى انهيار الأسواق العالمية وفقدان الثقة بالنظام الاقتصادي، مضيفًا أن “لا أحد عاقل في هذه المرحلة يجب أن يتحدث عن حرب، بل يجب أن يكون التركيز على فك الارتباط فورًا.”
أما عن التهديد الحقيقي للولايات المتحدة، فيؤكد ماك أنه لا يأتي من روسيا أو الصين أو إيران، بل من الحدود المكسيكية، حيث تتحول الجريمة المنظمة إلى خطر وجودي حقيقي يفوق أي تهديد خارجي. في حديثه الصريح، يصف ما يحدث هناك بأنه “مستنقع من الهمجية والوحشية والإجرام”، منتقدًا انشغال واشنطن بحروب بعيدة بينما أمنها الداخلي يتآكل.
وفي خضم هذه الفوضى الجيوسياسية، يشير ماك إلى أن تعامل الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب مع فولوديمير زيلينسكي كان قاسيًا للغاية، متسائلًا ما إذا كان من الضروري الضغط عليه بتلك الحدة، لكنه يرى في المقابل أن ترامب تعامل مع بنيامين نتنياهو بتساهل زائد، مشددًا على ضرورة أن تتعامل واشنطن بواقعية مع الجميع، دون السماح لأي طرف باستنزاف مصالحها الاستراتيجية.
أوكرانيا تُستنزف حتى الموت، الحرب تلتهم اقتصاد العالم، والتهديد الوجودي لأمريكا ليس في الخارج بل عند حدودها الجنوبية. فهل يستمع أحد قبل فوات الأوان؟
