بغداد / سكاي برس :
رفضت فرنسا إشارات روسية إلى أن غاراتها الجوية على منشآت نفطية في سوريا غير قانونية. وقالت إنها كانت «ردا ملائما وضروريا» على هجمات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية.
وسيسافر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يوم الخميس المقبل إلى موسكو في إطار جهود لإنشاء تحالف كبير لقتال الدولة الإسلامية، رغم خلافات بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحظى بدعم كبير من روسيا وإيران.
وشنت فرنسا غارات جوية على الرقة معقل «الدولة الإسلامية» في سوريا هذا الأسبوع، بعدما قتل 130 شخصا على الأقل في هجمات في باريس يوم الجمعة الماضي.
وسبق للفرنسيين استهداف منشآت نفطية تحت سيطرة الدولة الإسلامية، وقالت إنها تريد قطع مصدر التمويل الرئيسي للتنظيم.
وانتقد إيليا روغاتشيف المسؤول في وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق، أمس الجمعة، التبرير الفرنسي للهجمات بأنها دفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وقال المسؤول الروسي إن هذا أمر في غير محله لأن باريس لم تسع لموافقة من الحكومة السورية.
وأضاف روغاتشيف لصحيفة كومرسانت «لا يمكننا تأييد مثل هذه التصرفات لأنها نفذت دون موافقة الحكومة السورية». وأضاف «قصف البنية التحتية النفطية يستند إلى أسباب مختلفة كليا ولا يمكن تبريره بأنه دفاع عن النفس.»
وتابع «بما أن بشار الأسد والدولة الإسلامية يمثلان عدوين على الدرجة نفسها من الأولوية بالنسبة لهم فإنهم يتعمدون الإضرار بكلا الطرفين بمثل هذه الضربات. أرجو أن تلاحظوا أن الفرنسيين لا يقصفون الأهداف نفسها في العراق.»
وطالبت فرنسا الأسد بالرحيل عن السلطة بعد مرحلة انتقالية. وانتقد حلفاؤها الغربيون موسكو لتركيزها بشكل أكبر في غاراتها على فصائل معارضة سورية يدعمها الغرب.
وقال رومان نادال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحافيين أمس الجمعة «الغارات الفرنسية على مواقع نفطية يسيطر عليها داعش (الدولة الإسلامية) هي جزء من الدفاع الشرعي عن النفس.»
وأضاف «إنها رد ضروري ومتناسبة على الهجمات التي نفذها داعش.»
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويجو، أمس الجمعة، أن أكثر من 600 من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا في ضربة بصواريخ «كروز» أصابت هدفا في محافظة دير الزور.
ولم يتضح متى نفذت هذه الغارة الصاروخية. وأضاف شويجو أن روسيا ضاعفت عدد مقاتلاتها التي تشارك في العملية بسوريا إلى 69.
وكانت وكالة الإعلام الروسية الرسمية قد نقلت عن شويجو قوله في وقت سابق قوله إن سفن أسطول بحر قزوين أطلقت 18 صاروخا من نوع كروز على «مواقع للإرهابيين» في سوريا أمس. وقال شويجو إن هذه الصواريخ أصابت سبعة أهداف في محافظات الرقة وإدلب وحلب في سوريا.
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن تركيا استدعت أمس السفير الروسي احتجاجا على قيام طائرات روسية بقصف «كثيف» لقرى التركمان في شمال سوريا.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن تركيا – خلال الاجتماع مع السفير أندريه كارلوف – طالبت بوقف فوري للعملية العسكرية الروسية التي تنفذ قرب حدودها.
وقالت:»تم التشديد على أن التصرفات التي يقوم بها الجانب الروسي لا تمثل حرباً ضد الإرهاب بل إنهم يقصفون قرى تركمانية مدنية وقد يؤدي هذا لعواقب وخيمة».
وتقف أنقرة دائما نصيرة للتركمان السوريين الذين يتحدرون من أصول تركية. وعبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن قلقه بشأن التدخل المتصاعد لروسيا في الصراع السوري، وعن غضبه من الاختراق الروسي للمجال الجوي التركي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقلبت الغارات الجوية الروسية، دعما للرئيس السوري بشار الأسد، موازين القوة في الصراع وأثرت بشدة على الهدف التركي المتمثل في إزاحة الأسد من السلطة.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن القرى التركمانية تعرضت «لقصف كثيف» بواسطة الطائرات الروسية في منطقة باير بوجاق، شمال غرب سوريا قرب بوابة يايلاداجي الحدودية في إقليم هاتاي.
ووفقا لحصيلة أعلنها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ، قتل أكثر من 1300 شخص – ثلثاهم من المحاربين – جراء الغارات التي تشنها الطائرات الروسية على محافظات سورية عدة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر.
واتهمت منظمات طبية عدة موسكو بقصف مستشفيات ميدانية ومرافق تابعة لها في مناطق عدة في سوريا. وتنفي موسكو بشدة التقارير عن مقتل مدنيين في سوريا جراء غاراتها الجوية.
وتضاف الحملة الجوية الروسية إلى أخرى يشنها الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن منذ أيلول / سبتمبر 2014 ضد مواقع وتحركات تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.