بغداد / سكاي برس
ان مقتل قاسم سليماني في العراق و الذي احدث ضجة عالمية كبيرة في بداية هذا العالم نجم عنه مكاسب وخسائر كبرى لبلده ايران ، منها ....
ماذا خسرت ايران ؟!!
فــ الجنرال قاسم سليماني .. يعتبر خسارة كبرى لــ ايران ما لا يعرفه الكثيرون عن قائد ( فيلق القدس) الجنرال قاسم سليماني (1957-2020)، أنّه كان من أكثر ضباط الحرس الثوري الإيراني ثقافة ووعياً؛ إن كان على مستوى المعرفة الدينية ذات البعدين التنويري والثوري، أم على مستوى المعرفة السياسية الاستراتيجية ومتابعته الحثيثة والدقيقة لمعظم ما كان يصدر في هذا المجال من دوريات عن مراكز الأبحاث والدراسات العالمية في الشرق والغرب، إذ كان يتقن لغات عديدة، من بينها اللغة العربية. والمفارقة أنّ اللواء قاسم سليماني كان يؤمن بـ«سلام الأقوياء»، وله في ذلك مقاربات فكرية، رغم أنّ البعض كان يحسبه على المعتدلين من قادة حرس الثورة.
كما إنه يعد ( الرجل الغامض) ، وحتى (الرجل الأقوى) في الشرق الأوسط، على حدّ وصف جان ماغوير، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه". ولكن أيضاً، ما لا يعرفه كثيرون هو أنّ الحاج قاسم الصامت شبه الدائم الذي كان يمتلك شخصية فولاذية مشهودة غلبت على صورته العامة، كان في الوقت ذاته متواضعاً حنوناً حيّاءً رحيماً، ومن البكائيين في قيام الليل متضرّعاً إلى الله بأن يرزقه الشهادة، التي كانت في مناجاته الدائمة.
هذا وقد عرف عنه انه لم يكن انانيا ابدا ، فالمعروف عن الإيرانيون ليست لديهم ظاهرة التكلّس بالمنصب والمكان وللأبد ومثلما هو موجود عند العرب والعراقيين مابعد عام ٢٠٠٣ .لهذا هم خسروا (رجل مهم ) والذي عمل و أسس منظومة ومشروع وتلاميذ وقادة يخلفونه بأخلاص ( وهذا هو النجاح الذي هو أفضل من التكلس في المكان والشعور بالخلود الدنيوي ) .
وبالتالي تعاملت إيران مع الحدث الكبير على أنه فقدان جندي يمثل رجل مهم ، ورمز ايراني مهم بطريقةٍ كان يتمناها طيلة حياته وهي الموت شهيدا حسب قناعاته .
ومن جانب اخر، فكروا كيف يُستثمر هذا الموت التراجيدي الذي هز العالم لصالح الدولة الإيرانية وصالح الشعب الايراني ولصالح النظام الايراني .
ماذا كسبت ايران بــ المقابل ؟؟!!
داخليا !!
_ لقد أسقط اغتيال الجنرال سليماني أستراتيجية تفكيك النظام الحاكم. حيث عاد وتماسك النظام بقوة وبات موحداً.
_ لقد أسقط اغتيال الجنرال سليماني مخطط وأمنية وسيناريو عزل الشعب الايراني عن النظام والأنفراد بالنظام والنجاح لتثوير الشعب .. فبعد أغتيال سليماني عاد الشعب ليتوحد خلف النظام وهذا بحد ذاته كانت أمنية مستحيلة بالنسبة للنظام ، والتخلص من كل الازمات التي قد تحدث نتيجة المظاهرات التي حدثت موخرا .
خارجيا !!
_ لقد أسقط اغتيال الجنرال سليماني منظومة وخطة عزل النظام الايراني دبلوماسيا .بحيث انفتحت دول العالم على إيران بقوة لمنع الصدام والحرب. وبات العالم يستمع للدبلوماسية الإيرانية ويتعاطف معها ومع ايران !. فبعد ان كانت ايران معزولة عن الخارج سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا اصبحت بعد رحيل سليماني دولة موضوع وحديث العالم والكل يتوسل لها بالهدوء والصبر والحكمة .
_ لقد كسر اغتيال الجنرال سليماني الحصار والمنع من وصول إيران للداخل الأميركي فبعد اغتيال سليماني باتت ايران لاعب رئيسي ومهم في عملية الصراع السياسي بين الديموقراطيين والرئيس ترامب وبالعكس . وباتت إيران لاعب قوي في موضوع ومستقبل الأنتخابات الأميركية المقبلة!.
_ أعطى اغتيال الجنرال قاسم سليماني فسحة من الوقت لتباشر ايران في تسريع خطواتها في أنضاج التخصيب النووي. واستغلال هذا الظرف الحساس للتقدم في خطوات المشروع النووي. بحيث باتت الوكالة والدول تتحرج من فتح خطوات الملف النووي وسط هذا الحادث الكبير والذي استغلته إيران لصالح المشروع النووي بأمتياز !.
ماذا عن العراق ؟!!
ما من ناحية العراق سبب اغتيال الجنرال سليماني على أرض العراق والى جانب اغتيال القائد ابو مهدي المهندس ورفاقه فائدة كبيرة لـــ أيران خاصة بمقتلهم سيتغيير المزاج العراقي ضدها حيث بات هناك هدوء في النفوس والمزاج لدى الكثير من العراقيين وخصوصا بين الشيعة العراقيين خصوصا عندما تعامل الشعب الايراني خلال هذه الازمة بكياسة مع العراق والعراقيين (( وهذا قد يشجع ايران لأعادة النظر بسياساتها السابقة تجاه العراق والتي جلبت لها النقد والنفور وحتى الكراهية لدى البعض) ..... فباتت أمام إيران فرصة ذهبية وفرها له اغتيال سليماني للشروع بسياسة جديدة في العراق، واولها رفع يدها عن اغلب حلفائها الذين احترقت وجوههم، وبات الشعب يكرههم ولا يثق بهم ويحملهم مآسي العراق !!.