بغداد/ سكاي برس
كثيرين بدأوا بالتوافد إلى بلد فتح للتوّ أبوابه أمام العالم
فقبل عام، باتت تأشيرة الدخول تُمنح عند الوصول الى بغداد للعديد من الجنسيات الأجنبية، بعد عزلة عقود فرضتها الحروب، أنست العالم مواقعه الأثرية الهامة المدرج بعضها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي والتي تنافس دولا مثل مصر وسوريا والأردن.
ويأتي بعض السياح بشكل فردي بينهم صانعو محتوى يستكشفون البلاد وينشرون على "يوتيوب" فيديوهات عن الطعام والسكان والآثار لعشرات الآلاف من متابعيهم، فيما يأتي آخرون ضمن مجموعات سياحية مع شركات محلية خاصة تنظم جولات من بغداد إلى البصرة جنوباً ثم الموصل شمالاً.
وعدا السياحة الدينية التي تعاني من المشاكل نفسها، القطاع جديد نسبياً على البلاد ولا يزال يفتقر للتنظيم والتمويل والبنى التحتية اللازمة واهتمام الحكومة، كما يقول أصحاب شركات خاصة يجهدون بشكل ذاتي لجذب السياح.
تروي إليانا المقيمة في كاليفورنيا والتي تجول العراق مع شركة "بالعطلة" لتنظيم جولات سياحية، أنها تحلم بزيارة العراق منذ أن تلقّت عنه دروساً في تاريخ الفنون قبل 20 عاماً.
وتقول "حين علمت أنه بإمكاننا الحصول على تأشيرة الدخول عند الوصول، جئت حالما استطعت.. أنا متحمسة لأرى كل ما يرتبط بمهد الحضارات".
وتضيف "أول ما لاحظته هو دفء وكرم وطيبة الشعب العراقي، يرحّبون بك بابتسامة وهم مهذبون جداً وفخورون جداً ببلدهم".
رغم حماسها وشغفها بتاريخ العراق، لاحظت إليانا البالغة 50 عاماً وتعمل بشركة "غوغل"، تهالك البنى التحتية.
ولا تزال بابل التي تحولت إلى قاعدة عسكرية للتحالف الدولي إبان التدخل الأميركي، تحمل ندوب الماضي، وكأنها لم تعتد على الزوار، ويبدو الموقع مهجوراً، فالأعشاب تتصاعد من بعض التفسخات في الأرض والمقاعد المتهالكة المخصصة لجلوس الزوار.
في الجهة الأخرى من الموقع، أعمال بناء وصيانة، عمال بخوذ صفراء وسترات فوسفورية، يحضّرون قطعاً حديدية وإسمنتية، فيما النفايات تتراكم في الأرجاء، والأعشاب البرية والأشواك تطاولت على بعض جدران المدينة الأثرية
يتحدث الأميركي جاستن غونزاليس (35 عاما) بابتسامة عن تجربته في العراق، ويقول "على موقع حكومتي يوجد تحذير من الذهاب إلى العراق بسبب خطر (الخطف) و(العنف)، لكنني لم أر أيا من ذلك".
في تسعينات القرن الماضي في زمن الحصار والعقوبات الدولية، أصبح العراقيون في عزلة تامة عن العالم، ولم تنكسر هذه العزلة بعد العام 2003 عقب التدخل الأميركي وإسقاط نظام صدام حسين، فقد تلتها سلسلة من الحروب، جعلت صورة العراق في العالم تقتصر على مشاهد الدمار.
ولا تزال العديد من الحكومات الغربية رسمياً تحذّر رعاياها من السفر إلى العراق، مثل الولايات المتحدة وفرنسا التي يشير موقع وزارة خارجيتها إلى "الخطر الإرهابي" و"خطر الخطف".
مع ذلك، تسعى بغداد إلى الإقلاع بقطاعها السياحي رغم تحدي النقص في البنى التحتية، وفي هذا الصدد يقول علي المخزومي صاحب "بالعطلة" التي تنظم منذ 8 أشهر جولات للأجانب "لكي تتطور البنى التحتية لا بد من استثمار للقطاع الخاص في الفنادق ووسائل الراحة والحافلات"
وتستقبل شركته 30 إلى 40 سائح شهرياً يجولون البلاد لمدة تناهز العشرة أيام.