سكاي برس/ بغداد
يشتعل الجدل في العالم العربي والإسلامي منذ أيام وعلى مختلف الأوساط الشعبية والدينية ومختلف الأوساط والفئات، بشأن مسلسل معاوية، والتي انتجتها مجموعة قنوات ام بي سي، بمشاركة الكثير من الممثلين من مصر وسوريا والأردن، والذي يتناول قضية "الفتنة الكبرى" مع بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وصولا الى معركة الطف.
وتنوعت الانقسامات والمواقف بشأن عرض المسلسل، وبينما اكتفى العراق بصدور موقف من هيئة الاعلام والاتصالات لمنع عرض المسلسل على قناة ام بي سي العراق، وهو موقف متخذ منذ العام الماضي قبل ان يتم تأجيل عرض المسلسل، لكن في مصر كان الامر مختلفًا، بين تداول قصة عن تحريم الازهر لمشاهدة المسلسل، وبين وصول الامر الى رفع دعاوى قضائية لمنع عرض المسلسل في مصر ابدًا.
وتداولت الكثير من مواقع التواصل ووسائل الاعلام ان الازهر قام بتحريم مشاهدة مسلسل معاوية، لكن حقيقة الامر ان الازهر لم يصدر فتوى جديدة او بيانا لتحريم المسلسل، بل تصريح نقله موقع "المصري اليوم" عن عضو في هيئة كبار العلماء بالازهر، عبد الفتاح العواري، والذي أشار الى ان موقف الازهر وفتواه محددة مسبقًا بعدم جواز تجسيد شخصيات الصحابة وال البيت وزوجات الرسول.
وقال العواري، إن "تجسيد شخصية معاوية بن أبي سفيان، الذي كان أحد كتاب الوحي، يعد أمرا مرفوضا دينيا"، لافتا إلى أن "الصحابة لا يجوز تجسيدهم بأي حال من الأحوال في الأعمال الدرامية".
وأضاف في أن "الخلافات التاريخية حول الحكم والخلافة، شأن إلهي لا يجب تحويله إلى عمل درامي يخضع للتفسيرات المتباينة"، فيما لم تصدر هيئة كبار العلماء أي بيان متعلق بالمسلسل التاريخي عبر معرفاتها الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، لكن الازهر له رأي سابق تم الحديث عنه حتى عند عرض مسلسل عمر ابن الخطاب، وهو عدم جواز تجسيد العشرة المبشرين واهل البيت وزوجات وبنات الرسول، لكن مسلسل معاوية يجسد 3 من العشرة المبشرين بالجنة، و2 من اهل البيت عليهم السلام.
وتعرض المسلسل على قناة ام بي سي مصر 1، لكن المستشار القانوني هيثم المغربي في مصر، أعلن عزمه إقامة دعوى قضائية لمنع عرض المسلسل في مصر، وذلك لتجسيد الفنان الأردني إياد نصار لشخصية علي بن أبي طالب "ع".
وكتب المغربي عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "سأقوم برفع دعوى قضائية ضد مسلسل معاوية وقناة إم بي سي والشركة المنتجة لطرحهم برومو المسلسل يظهر فيه أحد الممثلين بتجسيد شخصية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه، وهناك فتوى شرعية من الأزهر الشريف، بمنع تجسيد آل البيت في عمل درامي".
ويروي العمل فترة الفتنة الكبرى، ما بعد مقتل عثمان بن عفان، ثم تولي الإمام علي بن أبي طالب الخلافة، واستشهاده، مرورًا بتولي الحسن بن علي "ع"، وتنازله عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان، وصولًا إلى خلافة يزيد بن معاوية وأحداث كربلاء التي شهدت استشهاد الإمام الحسين بن علي "ع".
وكان قرار عرض مسلسل "معاوية" أثار بعض الجدل على وسائل التواصل، خاصة مع تجسيد العمل التاريخي ثلاثة من العشرة المبشرين بالجنة، واثنين من آل بيت النبي، وهما إلى جانب أمهات المؤمنين، وبنات الرسول، فئات أربعة يرفض الأزهر الشريف تجسيدها بشكل قاطع في السينما والدراما. إلا أن الأمر يختلف عند الحديث عن الصحابة، حيث وضعت دار الإفتاء عدة ضوابط تحكم تمثيلهم، أبرزها عدم تجسيد شخصيات الصحابة العشرة المبشرين بالجنة و"وأمهات المؤمنين (زوجات الرسول)، وآل البيت الكرام، وبنات النبي ، نظرًا لمكانتهم العظيمة في الإسلام".
