Skip to main content

معادلة السخرية السياسية: هل تساوي وطنية بن غافير وسموتريتش 73 أسيراً؟

مقالات الأحد 20 نيسان 2025 الساعة 23:23 مساءً (عدد المشاهدات 158)

سكاي برس/ خاص 

بقلم: وليد عبد الحي

2 = 34 + 39

قد تبدو هذه المعادلة رياضياً خاطئة، لكنها سياسياً – وعلى طريقة السخرية الكاشفة – تحمل من المنطق ما يكفي لفضح زيف الخطاب الصهيوني المتغلف بالشعارات الوطنية.

في دولة لا تتردد في إطلاق صفقات ضخمة لتحرير جثة جندي واحد، أو استعادة أسير حي، نجد أنفسنا اليوم أمام رقم صادم: 73 إسرائيلياً – بحسب معظم المصادر العبرية – بين أسير حي وجثة محتجزة لدى المقاومة الفلسطينية. وبينما تستعر الحوارات وتتعثر المفاوضات، يواصل أكثر رموز التطرف في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غافير وبتسلئيل سموتريتش، التلويح بالوطنية ورفع راية الصهيونية في كل اتجاه، دون أن يقدم أحدهما دليلاً عملياً على صدق هذا الادعاء.

فلماذا لا نختبر هذه الوطنية؟

من باب السخرية السياسية – ولكنها سخرية جارحة في دقتها – لنفترض أن المقاومة الفلسطينية تعرض على إسرائيل استبدال بن غافير وسموتريتش بجميع من تحتجزهم من أسرى وجثامين. بهذه الصفقة الجريئة، تختصر الأزمة من قلق 73 أسرة إسرائيلية إلى قلق أسرتين فقط. وهو ما يعني، حسابياً، تقليص معاناة الشارع الإسرائيلي بنسبة 97.3%. أي أن معادلة 34 أسيراً حياً و39 جثة يمكن أن تُحل عبر تقديم شخصين فقط: رمزيْن يدعيان التفاني لأجل “الدولة اليهودية”.

هل يقبلان التضحية؟ هل تنكشف أسطورتهما الصهيونية؟

من حيث المبدأ، لن تنهار إسرائيل إن فُقد هذان الوزيران. بل قد يتحولان، إن تمت الصفقة، إلى “رمزين للفداء الصهيوني”، ويكتبان اسميهما في سجل من سبقوهم من “شهداء الدولة” كما يحب الإعلام الإسرائيلي أن يصوّر الأمور. وسيكسبان مجداً أبدياً يفوق بكثير ما يحققانه من خلال التصريحات النارية ضد الفلسطينيين.

وإن بدا ذلك الاقتراح مفرطاً في السخرية، فهناك خيار أقل تكلفة: لماذا لا يُقدَّم يائير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة، بديلاً عن الوزيرين؟ هكذا تصبح المعادلة أكثر سهولة: 34 + 39 = 1.

فهل التضحية بابن رئيس الحكومة ستزعزع “ديمقراطية إسرائيل” أو تهز “أمنها القومي”؟ لا نظن.

هكذا يتبين أن من يدفع الثمن الحقيقي ليسوا أصحاب الخطاب الناري، بل البسطاء من الجنود والمواطنين الذين يُستثمر دمهم في بورصة السياسة، ليمنح زخماً إضافياً لزعامات زائفة تُتاجر بكل شيء، حتى بجثث مواطنيها.

فهل تجرؤ عائلات الأسرى الإسرائيليين على تبني هذا الاقتراح؟ ليس لأنه عملي، بل لأنه كاشف… كاشف لمدى انفصال الطبقة السياسية عن الواقع، وكاشف لحجم المتاجرة بالمبادئ الوطنية حين يصبح الثمن شخصاً من “النخبة”.

دعونا ننتظر… فربما يكون في السخرية ما يحرّك الجمود.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة