بغداد/ سكاي برس
كشفت وسائل اعلام محلية ودولية، احتجاز السياسي العراقي عزت الشابندر منذ اربع ايام، ولاتزال أسباب الاحتجاز مجهولة، لكن من المرجح بحسب ما ذكر موقع عربي عن مصادر أمنية، انقلاب الرجل على أصدقائه السابقين وكشفه معلومات عما يقوم به الإماراتيون في العراق
الشابندر، المحتجز حتى الآن لأسباب مجهولة، وبحسب مصادر حكومية، لم يغادر مقر إقامته منذ 4 أيام في أحد فنادق مدينة دبي، وعلى رغم نفيه كونه محتجزاً عبر تغريدة في حسابه على تويتر، ولاحقاً عبر مقطع مصور تحدث فيه عن إمكانية عودته إلى العاصمة العراقية بغداد في الأيام القليلة المقبلة، إلا أن تعابير وجه الرجل أنبأت بأن ضغوطا تُمارس عليه، وكأن المصوّر أراد انتزاع اعتراف منه، من دون أن ينجح في ذلك. المعطيات الأمنية المتوفّرة لدى الجانب العراقي تشير إلى أن اعتقال الشابندر في دبي إنما هو استكمال لرسالة تحذيرية سبق له أن تلقاها من الجانب السعودي قبل مدة، عندما لبى دعوة لزيارة الرياض وعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السعوديين آنذاك، قضى النائب السابق 10 أيام متواصلة في العاصمة السعودية لم يغادر خلالها غرفته بدعوى أن المواعيد قيد الترتيب، قبل أن يعود إلى بلاده.
قبل ذلك، وعندما كان الشابندر يمثل صلة الوصل بين رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي إبان ولاية الأخير الثانية وبين الخليجيين، اقترحت عليه الإمارات، بواسطة دحلان، معاونة محور الرياض أبو ظبي على مواجهة محور أنقرة الدوحة، والحد من نفوذ الإخوان المسلمين في العراق، عبر مساعدة المحور الأول على إنتاج وجوه سياسية متعاونة معه، ذلك أن تجربة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانت مشجعة آنذاك.
صفقة لم يقيض لها أن تبصر النور، لكن هذا لم يؤد إلى انقطاع العلاقات بين الشابندر والمحور السعودي الإماراتي، إلى أن خرج الرجل أخيراً ليتهم أبو ظبي بتقديم كل ما هو لازم لجعل العراق جزءاً أساسياً من صفقة القرن، ويلمح لاحقاً إلى أن الإمارات تقف وراء أعمال العنف التي تشهدها ساحات التظاهر المختلفة منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وكان قد كشف، موقع عربي مطلع الصيف الماضي، عن حراك أميركي مريب في المحافظات الغربية، وتحديدا في محافظة الأنبار، لجعل العراق على قائمة خيارات واشنطن ضمن الخريطة التنفيذية لصفقة القرن. كذلك، عادت ونشرت معلومات عن حراك أميركي خليجي، بتعاون محلي، لإحياء مشروع الصحوات، بدعوى مخاطر انبعاث تنظيم داعش. وفي الاتجاه نفسه، تحدث السياسي العراقي أخيراً إلى عدد من الوسائل الإعلامية عن دور الإمارات في تسليح 4 عشائر في الأنبار لتأسيس قوّة تمهد لانفصال المحافظة وتحقيق الكونفدرالية فيها، ومن ثم إدخالها في صفقة القرن على قاعدة توطين اللاجئين الفلسطينيين فيها. هكذا، رفع الرجل السقف فجأة بمواجهة أصدقائه السابقين، في تطور ترجح مصادر أمنية أن يكون خلفه إيعاز قطري في إطار تصفية الحسابات بين الدوحة من جهة وأبو ظبي والرياض من جهة أخرى. وعليه، يمكن القول إن الشابندر، المعروف في العراق بأنه يلعب على الحبال، قد يكون وقع ضحية تقلباته وتناقض علاقاته.
مع ذلك، تتوقع مصادر أمنية عراقية، عودة الشابندر إلى بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة، وخصوصاً أن بغداد تمارس ضغوطاً لإخراج معتقله.