بغداد/ سكاي برس. يتعرض التيار الصدري الى انشقاقات متتالية من قادته، لا يبدوا وانها ستتوقف قريبا، تاتي على خلفية تباين في وجهة نظر زعيم التيار الممثلة بمقتدى الصدر، وما يرومه منه قادة منضوين تحت سلطته، لتضع اخر تلك الانشقاقات، التيار في وضع حرج، بعد وقوع اشتباكات عسكرية على اثرها.
الانشقاق الاخير الذي قاده "سعد سوار"، معلنا تشكيل "جيش المؤمل"، بعيدا عن تبعية الصدر الابن، اوقع اشتباك عسكري بين سرايا السلام وجيش المؤمل، في منطقة الاسكان، نهاية الشهر الماضي، ممثلا بذلك سابقة اولى من نوعها تحدث بين التيار وفصيل منشق عنه.
فلطالما كان جيش المهدي السابق، هو الحاضنة الاولى، التي ولدت منها معظم الميليشيات الحالية على الساحة العراقية، بفعل الانشاقات المتزايدة في صفوف التيار الصدري، والتي من ابرزها، انشقاق قيس الخزعلي وتكوينه لميليشيا "عصائب اهل الحق"، ثم خروج الكعبي من اهل الحق وتكوينه لــ "حزب الله النجباء"، وايضا، انشقاق الشيخ جلال الشحماني، والذي اسس بدوره كتائب "التيار الرسالي"، متبوعا باوس الخفاجي و "قوات ابو الفضل العباس"، وليس اخيرا انشقاق الشيخ عبد الزهرة السويعدي، واعلانه تاسيس "تشكيل الحسين الثائر".
هذه الانشقاقات التي تحول كل منها الى ميليشيا جديدة على الساحة العراقية، وبقيادة ذات وجهات نظر تكون في الغالب مناوئة لتلك التي يحملها زعيم التيار الصدري، لا تاتي بشكل اعتباطي، فلها مسببات وارادة سياسية، والعامل المشترك بينها هنا، هو وجود رغبة ايرانية، وتقرب من رئيس الوزراء العراقي السابق "نوري المالكي".
الرغبة الايرانية تميل صوب عدم تاييد تفرد جهة واحدة بالسيادة على الساحة الشيعية في العراق، وبهذا دفعت بخروج العصائب من جيش المهدي، والنجباء من العصائب، وكتائب سيد الشهداء من حزب الله العراقي، وايضا، بدر من المجلس الاعلى، فالنمط الواضح هنا، ان اي فصيل شيعي يتمكن من الاستحواذ على وجود قوي، يتم تشتيت كيانه عبر تشقيقه الى عدة فصائل، حرصا من ايران على ان لا تخلق جهة تساومها على سلطتها عليها، كما حدث مع زعيم التيار الصدري.
يستمر هذا النمط في العمل على الساحة العراقية حتى الان، ومع تعاظم الخطر النابع عنه، بالرغم من وجود المشترك الذي يجمع هذه الفصائل، وهو التقرب من ولاية الفقيه الايرانية والمالكي، الا انه لا يمثل ضمانا لعدم حصول اقتتال فيما بينها على مصالح سياسية او اثبات لوجود، كما حصل بين المؤمل وسرايا السلام.
في هذا الاطار، حصلت سكاي برس وعبر مصدر خاص من جيش المؤمل رفض الافصاح عن هويته، عن الاسباب خلف اخر انشقاق تعرض له التيار الصدري واسفر عن اشتباك عسكري، مبينا، بان الدافع هو وجود اتفاق يقضي بالتسليح والدعم لسوار من قبل المالكي بعد سلسة لقاءات جمعت الطرفين، الامر الذي اكده القيادي في التيار الصدري "ناصر السويعدي"، في حديث خص به احد وسائل الاعلام العالمية.
هذا التفصيل رفضه سوار شخصيا، مؤكدا بان اللقاءات التي حصلت بينه والمالكي، كانت مجرد محاولات توسط لاطلاق معتقلين من التيار الصدري، اعتقلوا خلال اقتحام المنطقة الخضراء.
مصادر اخرى من داخل جيش المؤمل، وضحت، بان اسباب الانشقاق الاساسية كانت خلافات تتعلق بالمشاركة في الملف السوري، وادارة التظاهرات، بالاضافة الى شعور سوار شخصيا، بانه مهمش في داخل التيار.
بالمجمل، فان التشققات التي تحصل للتيار الصدري وكذلك للفصائل التي تظهر عنه، ترعى وتمول من قبل ايران والمالكي، لاهداف سياسية عديدة، ولعل اعلان سعد سوار مشاركة جيشه في المعارك الدائرة حاليا في سوريا، هو اخر الادلة، على انضمامه الى حلقة ولاية الفقيه الايراني، كما صرح بذلك شخصيا خلال احدى المقابلات المتلفزة، مؤكدا ان ولائه يقع في لدن المرشد الاعلى الايراني.