سكاي برس/ بغداد
سلطت صحيفة "طهران تايمز" الايرانية، قبل ساعات من بدء زيارة الرئيس الايراني مسعود بزشكيان الى العراق، الضوء على الاهمية التي تمثلها هذه الزيارة الخارجية الاولى للرئيس الجديد، وعلى المآخذ التي تراها طهران في اداء حكومة محمد شياع السوداني، بما في ذلك أيضا رئيس البنك المركزي علي العلاق.
وذكرت الصحيفة الايرانية الصادرة بالانجليزية، انه منذ بدء خوض بزشكيان ترشحه للرئاسة، وهو يسعى الى اظهار وجه ودود للعالم، وأعلن مرارا انه يخطط لتعزيز العلاقات مع كل من الغرب والشرق، بما يمكن أن يأتي بمزايا مهمة لهذه العلاقات، لإيران.
واعتبرت الصحيفة أنه بالاستناد الى المسار الذي كان بزشكيان يحاول رسمه للسياسة الخارجية لايران، فمن المعتقد ان اختياره للعراق كأول زيارة خارجية له كرئيس، يحمل اهمية كبيرة.
ونقل التقرير عن الخبيرة الايرانية بالشؤون العراقية محدثة رضائي قولها انه "عندما تولى الرئيس بزشكيان منصبه، كان البعض يشعر بالقلق من أن إدارته لن تمنح الأولوية للقضايا الإقليمية، و ستركز جهودها أساسا على إصلاح العلاقات مع الغرب".
لكن رضائي قالت ان زيار بزشكيان إلى العراق "تظهر أن الحكومة الجديدة ملتزمة بتعزيز علاقات إيران مع الشعب والحكومة العراقية".
واشار التقرير الى ان قرار بزشكيان ببدء فترة ولايته التي تمتد 4 سنوات بزيارة خارجية تشمل غرب آسيا، يمثل خروجا عن التقاليد المعمول بها، موضحا أن الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي و الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، قاما بزيارة آسيا الوسطى في البداية، في حين أن غالبية الرؤساء الإيرانيين السابقين ظهروا على الساحة الخارجية للمرة الاولى من خلال إلقاء خطابات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
الا ان التقرير لفت إلى أن إيران والعراق ترتبطان بعلاقات دينية وثقافية وتاريخية عميقة، حيث يسافر ملايين الإيرانيين سنويا الى العراق للمشاركة في زيارة الأربعين، و تتم استضافتهم بشكل رئيسي من قبل السكان المحليين، ويقيمون علاقات عميقة مع العراقيين على طول طريق سفرهم.
وتابع التقرير ان لدى ايران "نفوذ قوي في الدوائر السياسية والعسكرية والامنية في العراق، وهي مسألة ليست سرا"، مضيفا أن "العديد من السياسيين العراقيين الناشطين في مختلف فروع الحكومة، يعيشون في إيران منذ سنوات عديدة، بالاضافة الى ان جزءا كبيرا من الجسم الأمني والعسكري العراقي ينحاز ايديولوجيا إلى ايران وبقية محور المقاومة".
واضاف التقرير ان "الصلات والروابط العميقة بين البلدين، لا تعني عدم وجود عوامل تعيق علاقاتهما"، مشيرا إلى أن لديهما الشجاعة في التعامل مع بعضهما البعض، وخصوصا ايران التي "تشعر بالقلق ازاء افتقار العراق إلى المقاومة ضد المطالب الامريكية بالضغط على طهران".
ونقل التقرير عن علي رضا مجيدي، وهو محلل إيراني لشؤون غرب آسيا، قوله إنه "على الرغم من أنه كان من المعتقد أن السوداني يتمتع بعلاقات وثيقة مع ايران عندما وصل إلى السلطة للمرة الاولى، الا انه كان اكثر توافقا مع الولايات المتحدة خلال فترة ولايته".
وبحسب مجيدي، فان بغداد "امتثلت للرغبات الامريكية كافة للتأكد من ان عقوباتها ضد ايران مطبقة بشكل كامل. لذا، فرغم أنه لا يستطيع أحد أن ينكر العلاقات الوثيقة بين إيران والعراق، ولهذا فان المستوى الحالي للتعاون بين البلدين ليس مرضيا"، مضيفا ان "بعض السياسيين العراقيين يشيرون الى علي محسن العلاق، رئيس البنك المركزي العراقي، باسم الشرطي الامريكي".
واعتبر مجيدي أن العقبة الأكبر أمام تطور العلاقات بين ايران والعراق هي الولايات المتحدة، مضيفا أن "واشنطن تعمل من اجل الحاق الضرر بإيران في مختلف المجالات العسكرية والامنية والاقتصادية، حتى أنها اغتالت جنرالا إيرانيا كبيرا حارب لسنوات في العراق للمساعدة في القضاء على الإرهابيين".
ودعا مجيدي الرئيس بيزشكيان إلى استغلال اجتماعاته مع المسؤولين العراقيين من اجل معالجة هذه المخاوف، وتسليط الضوء في الوقت نفسه، على مجالات التعاون المحتملة بين البلدين.