Skip to main content

داعش على الابواب ٠٠٠٠٠٠ والساسة. يناقشون زواج المتعة

مقالات الأربعاء 23 أيلول 2015 الساعة 20:21 مساءً (عدد المشاهدات 2024)

 في دولة العراق العجيبة , وفي الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالتطورات الميدانية الكبيرة على الساحة السورية ودخول القوات الروسية في المعركة , لم يظهر لنا اي رئيس كتلة او قائد عسكري او ايا من المهتمين بالشأن الامني والسياسي ليتحدث لنا عن التأثير الميداني لتدخل القوات الروسية ودورها في تغيير موازين الصراع وجدية هذا التدخل وانعكاساته على ارض الواقع . بينما تتركز اجتماعاتهم ولقائاتهم على مناقشة موضوع يعد بالنسبة لهم الشغل الشاغل والشأن المصيري الا وهو كيفية اللفظ الصحيح لكلمة (المتعة) والشروط الواجب توافرها لاتمام شرعية هذا الزواج والحد الاعلى المسموح به من الزيجات الدائمة والمؤقتة . ويشترك في هذا الموضوع السياسيين الشيعة والسنة فهو الموضوع الوحيد الذي يوحد ارائهم ويقرب وجهات النظر بينهم حيث يتفق الجميع على (تشريعه) .

نزول القوات الروسية الى ميناء طرطوس عدته جهات عديدة بانه انقاذ للحليف الاستراتيجي الاخير لها في المنطقة المتمثل بنظام (بشار الاسد) . حيث اكد المراقبون للشان العسكري ان سلاح الجو الروسي بدأ بتوجيه ضربات قاتلة ودقيقة لداعش والعصابات الارهابية المتواجدة هناك على عكس الضربات الامريكية الخجولة والتي كانت في معظم الاوقات تصب في مصلحة هذه العصابات حيث تستهدف الطرف الاخر بحجة الخطأ .

امريكا بطبيعة الحال وكعادتها لن تدخل في المواجهة مع روسيا لمعرفتها بخطورة المواجهة والتي قد تؤدي لحرب عالمية جديدة , بل تكتفي بالاصطياد بالماء العكر وتمسك العصى من وسطها وتحث على ضرورة اسقاط نظام الاسد وتسعى في نفس الوقت للحفاظ على ابنها البار (داعش) عن طريق سحب عناصر التنظيم الارهابي الى داخل الاراضي العراقية من جهة وتحريض الجانب التركي على دخول الحسكة والموصل من جهة اخرى . بهذه الطريقة ستضمن امريكا تواجد اكثر من مائة الف عنصر من داعش داخل المناطق التي تسيطر عليها هذه العصابات . وبالتجهيز والدعم الامريكي المعروف سيكون من الصعب صد اي هجوم تنفذه  لتكون مناطق بغداد وبابل سهلة المنال لها . 

ايران وبعد الاتفاق النووي والشروط (تحت الطاولة) بينها وبين امريكا , وتدفق الاستثمارات الغربية والتي ارتفعت قيمتها لاكثر من سبعين مليار دولار , تحاول ايضا بدورها ايجاد مصالحها من هذا الصراع . 

المرحلة القادمة خطيرة وصعبة وعلى قيادات الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية اعادة النظر في خططها العسكرية  والتمركز الصحيح عند حائط الصد والاستعداد جيدا . وقد تضطر لترك بيجي والفلوجة واعادة هيكلة شاملة لقواتها لتتناسب مع حجم التدخل الروسي في المنطقة ونتائجه . 

هل سيتمكن العراق من الدخول في تحالف مع روسيا للسيطرة وضمان عدم تدفق عناصر العصابات الارهابية الى داخل العراق , هذا الامر يبدو صعبا بالنظر للتاثير الامريكي في العراق وسيطرته على اصحاب القرار السياسي العراقي .وهل سيتمكن قادة العراق من بلورة دور موحد في التصدي للمرحلة القادمة واتخاذ الاجراءات المناسبة لحل الازمة سياسيا وعسكريا واقتصاديا ام سيستمر نقاشهم في زواج المتعة والتفاخر بتعدد الزيجات .

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة