Skip to main content

نهر "وادي النفط" خطر يهدد حياة العراقيين في كركوك

شؤون محلية الاثنين 02 كانون أول 2024 الساعة 22:28 مساءً (عدد المشاهدات 67)

سكاي برس/ بغداد

اعتاد اهالي كركوك في الفترة السابقة على ظهور رائحة الغاز في اطراف المحافظة، وبينما عملت السلطات المحلية للوقوف على أسباب هذه الرائحة، لم تفلح في الوصول لنتائج، في وقت يتفق متخصصون في كركوك مع الجهات الحكومية على أن 80% من تلوث البيئة تتحملها الشركات النفطية ولها أكبرها شركة نفط الشمال وبين الملوثات البيئية يوجد نهر يسير لمسافات طويلة.

روائح الغاز

ويقول احد اهالي كركوك ويدعى حسين عادل، أن" كركوك سجلت خلال الفترة السابقة ظهور روائح للغاز وخاصة من مناطق كركوك الشمالية وكانت تساهم في تلويث البيئة في كركوك وهذه الملوثات سببها المصافي النفطية او شركة نفط الشمال التي تنفث من خلالها".

ويشير إلى أن الشركات النفطية يجب عليها ان تساهم في دعم البيئة وزيادة المساحات الخضراء و اهالي كركوك لهم وقفات كثيرة مع الروائح التي تظهر بين فترة واخرى في الهواء وخاصة الغازات والرائح الكريهة التي كانت تظهر من الجهة الشمالية للمحافظة وهي قريبة من الابار النفطية التابعة لشركة نفط الشمال".

الملوث الأكبر

وتحدد مديرية بيئة محافظة كركوك، أن اكبر ملوث للهواء في بيئة كركوك هي شركة نفط الشمال، كونها تساهم ما نسبته 80 بالمائة من الملوثات البيئية ، حيث ان الغاز المصاحب يتم حرقته من جميع الابار النفطية العاملة في عموم حقول الشركة النفطية.

وقال مدير بيئة كركوك، علي عز الدين، لوكالة شفق نيوز، إن "دائرة البيئية لديها في كركوك لديها مؤشرات عن اسباب الملوثات في الهواء وتقف شركة نفط الشمال حيث أن الشركة تقوم بحرق الغاز المصاحب وهذه الغازات الناتجة تسبب بشكل كبير تلوث للهواء".

وأكد عز الدين، أن "حقول شركة نفط الشمال العاملة ضمن خطوط انتاج النفط الخام هي بحدود 28 حقلاً نفطياً، وفيها أبراج لتفريغ الغاز المصاحب حيث ان الشركة لا تراعي الشروط البيئية في هذه الابراج من خلال وضع فلاتر تصفية وتنقية وهذا يعني أن الغاز المصاحب يحرق في البيئة وتساهم في تلوث الهواء".

وتابع: "الغاز المصاحب يمكن لشركة نفط الشمال الاستفادة منه بدل حرقه من خلال استغلال الغاز المصاحب في عمليات انتاج الطاقة الكهربائية وغيرها من الامور وتساهم عند ذاك بتقليل خطر تلوث البيئة في سماء كركوك ولم تراع الشركة معايير المحافظ على بيئية كركوك".

وعن شركة غاز الشمال أكد عز الدين، أن "شركة غاز الشمال تراعي الشروط البيئية وهي اقل تلوثا من شركة نفط الشمال التي تقف في المرتبة الاولى في التلوث البيئية". النفط الأسود وأشار مدير بيئة كركوك، إلى أن "ملوثات البيئة كثيرة منها النفط الاسود المتدفق عبر وادي النفط فهذا النهر يخرج من شركة نفط الشمال ويبقى لمسافات وناتج عن النفط الخام والمياه التي تحقن مع عملية استخراج النفط".

وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي، علي خليل، إن "عدم التزام الشركات النفطية في كركوك بعملية وضع فلاتر تصفية على ابراج استخراج النفط يساهم في تلوث البيئة وكذلك احراق الغاز المصاحب العراق سوف يوقف حرق الغاز المصاحب في الحقول تماما مع نهاية سنة 2028، ليكون العراق من الدول المساهمة كثيرا في تقليل الانبعاثات وتقليل تلوث البيئة وموقع العراق المتقدم في صناعة الطاقة على المستوى العالمي والإقليمي والمتأتي من احتياطاته النفطية التي تزيد على 145 مليار برميل نفطي مستكشف، وبسعة إنتاج تزيد عن 5 ملايين برميل نفطي مع احتياطي غازي مؤكد يزيد عن 130 تريليون قدم قياسي مكعب واحتياطي متوقع أن يصل إلى أكثر من 160 تريليون قدم مكعب".

وأوضح خليل، خلال حديثه لمصدر مطلع، أن "نسبة الغاز المستثمر كانت لا تزيد عن 51% من الغاز المصاحب عام 2022، وزادت هذه النسبة إلى أكثر من 65% في العام الحالي، وجاء ذلك من تنفيذ العديد من المشاريع الخاصة باستثمار الغاز من خلال التعاون مع الشركات العالمية والجهد الوطني وسيتم إيقاف حرق الغاز تماما مع نهاية سنة 2028 ليكون العراق من الدول المساهمة كثيرا في تقليل الانبعاثات الحرارية والاستفادة من هذه الطاقة وتوظيفها باتجاه توليد الطاقة الكهربائية والصناعات المختلفة".

وأكد أن "شركة نفط الشمال، ومن خلال عقدها الجديد مع شركة Bp البريطانية يمكن لها ان توقف حرق الغاز المصاحب من خلال وضع فلاتر في ابراجها ومن ثم انشاء محطية وسطية للمعالجة وانتاج الطاقة الكهربائية من الغاز الذي يحرق يوميا وبكميات كبيرة من 28 حقلاً نفطياً منتج للنفط الخام والغاز".

وادي النفط

ويعرف نهر "وادي النفط"، وهو عبارة عن تجويف أرضي يخرج من شركة نفط الشمال التي تدير وتشغّل الآبار في كركوك ويمتد باتجاه محافظة صلاح الدين المجاورة، ويبلغ طول الوادي 10 كيلومترات وتصرّف عبره الشركة مخلفات الانتاج اليومي الغزير البالغة 150 ألف برميل، ومساحة حوضه تمتد لخمسة كيلومترات.

واكتشف النفط في كركوك عام 1928 وبدأ استخراجه بعد ذلك بستة أعوام بإدارة شركة BP ذاتها، وكانت تصدر جزءاً منه إلى حيفا في فلسطين وإلى ميناء طرابلس في لبنان، ثم توقف هذا الخط إثر الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي وصار النفط يُصدر إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط بواسطة أنابيب تابعة لإقليم كردستان الذي يحكمه الكرد ذاتياً.

وعن الملوثات، لفت الخبير والمتخصص في البيئة، سلام جميل، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الماء الذي يستخدم في حقن الابار النفطية وعند استخراج النفط يتم طرحه، يسترخ من الابار ويتم طرحها في نهر ينطلق من شركة نفط الشمال ويصل الى وادي النفط".

ويبن جميل، أن "الوادي يحاذي الطريق الموازي الرابط بين كركوك وقضاء الدبس، باتجاه ناحية يايجي وصولاً إلى تقاطع طريق الحويجة الموصل، ويتجمع ما يحمله من مخلفات في منطقة عرفت في ناحية الملتقى (جنوب غربي كركوك)، وفي هذه النقطة يمر أسفل جسر، ويتجمع عند وادي النفط وهو مسطح مائي نفطي كبير".

وبحسب الخبير البيئي، تعتمد شركة نفط الشمال آلية "حقن الماء في الآبار" لزيادة الضغط على مكامن النفط، وفي السابق كانت تستخدم 60 ألف برميل ماء في اليوم الواحد، لكنها الآن تحقن أكثر من مليون برميل يومياً ضمن "تطوير شامل ومستمر".

وخلص إلى القول إن "عملية الحقن وعندما تحقق وتنفذ غرضها، يتم تصريف الماء المخلوط بالنفط الأسود في الوادي لتجري هذه المخلفات باتجاه مناطق جنوب كركوك، لا يمكن تصفية هذا النوع من النفط وإضافته إلى الإنتاج لذلك فهو يُرمى في حوض الوادي، بابا كركر وجمور وخبّاز وخورمال وباي حسن وأفانا، هي أهم حقول النفط هناك، وتبلغ طاقة إنتاجها القصوى مجتمعة مليون برميل يومياً، لكن متوسط الإنتاج تراجع خلال الأعوام الماضية إلى نحو 150 ألف برميل فقط".

واختتم جميل، حديثه بالإشارة إلى أن "احتياطي النفط في كركوك بنحو 10 إلى 13 مليار برميل من النوعية الجيدة، ويمثل 12% من الاحتياطي النفطي للعراق، واستُصلحت هذه الحقول في ثلاثينيات القرن الماضي بواسطة شركة بريطانية وعراقيين، وجرى حفر الآبار وحقنها بالمياه لزيادة فعالية الإنتاج، ومعه تكوّن (وادي النفط) كشريان لتصريف المخلّفات لكن دون مكان تنتهي إليه أو تختفي فيه ما يجعلها عائمة على الدوام".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة