Skip to main content

الاقليم الشيعي الذي يرقد على بحر البترول! (القضية تنجب قادة تمثل مكون)

مقالات الأربعاء 20 أيار 2020 الساعة 13:34 مساءً (عدد المشاهدات 14297)

بقلم/ مراد الغضبان ..
على رغم من الكمّ الكبير من الخلافات والتعقيدات والأجندات المتباينة بين الفرقاء المتخاصمين في كل شئ وعلى كل شئ،
وفشل النخبة السياسية بكل أطيافها في تطوير نظام للحكم، شامل للجميع في حين استمرت هذه الإشكالات في إعادة إنتاج نفسها من خلال ممارسات مختلفة عبر ما يمكن تسميته سياسة "تدوير الأزمات" مما أنتج بناء مائلا آيلا للسقوط وغير قادر على الاستمرار.
وفي خضم الحراك السياسي العراقي المستمر والذي لا يهدأ على حال ابدا, كان لزاما علينا البحث في جوهر القضية والتيقن بأن الحل يكمن في وضع معالجات جوهرية وفعالة وليست حلولا ترقيعية او آنية لا جدوى من الكلام عنها.
قد يكون الحديث اليوم عن احد اصعب الامور السياسية قراءة للواقع العراقي الذي نعيشه اليوم, وهو الحديث عن اقليم شيعي والذي بات اليوم ضرورة ملحة لا مفر منها و أمرا مفروغا منه, رغم محاولة السياسيين الشيعة في البلاد، تحاشي التطرق لرغبتهم في إقامة ذلك الإقليم واتخاذ خطوات عملية بهذا الاتجاه والذي يبدأ من جنوب العراق مرورا بمدن الفرات الاوسط, ذات التسع محافظات او بمعنى ادق سيكون هذا الاقليم من الفاو الى شمال بغداد، ولا ضير ان تكون بغداد عاصمة الاقليم او المدينة الفدرالية ويلتحق بركابها كل من بلد والدجيل وسامراء.
وسيبقى هذا الاقليم كمعطى تاريخي وجغرافي وهوياتي فاعل في المنطقة، اذ تبنّى فكرته اناس تعرف كيف تنحت بالصخر وتضحي وتدافع عنه، الحقيقة بهذا المعنى وبهذا التوصيف سيكون للشيعة اقليم اسوة بالاخرين.
ولان للخوف صوغ وللهلع خطاب، لهذا السبب تحاشى السياسيون الشيعة التطرق في هذا الوقت الراهن الى التحدث عن هذا الامر، فأياً كانت درجة سوئه وأضراره على العراقيين، فإنه صار بداهة حتمية ومطلقة, وعلى سكانه أن يدفعوا أثمان هذا التشكل العراقي الجديد، لأن في ذلك حلا لجانب كبير من الازمات التي تواجهها البلاد ويعيشها الفرد الشيعي.
فإن غابت تلك النقاشات في ظاهر الامر لكنها لم تغب عن الطروحات على المستوى العسكري لما يشاهدوه من تفاوت في المعيشة بالنسبة للمدن السنية والكردية، وصار في مقدور أي مراقب محايد ومطلع على القليل من الحقائق العسكرية الميدانية والسياسية، أن يدرك أن مسار وحجم الكارثة التي تعيشها مدن الجنوب العراقي الذي يزخر بالثروات المنهوبة من المركز لتذهب الى اعمار المناطق الغربية والشمالية ناهيك عن التضحية لهم بالنفس والنفيس..
بل ان فكرة الاقليم الشيعي بدأت تطرح حتى على مستوى النخب والمناقشات الثقافية والبحثية المعرفية في كل مكان.
ربما تكون هذه الاحاديث والاطروحات محدودة ومقنعة ومضبوطة، لكنها في المحصلة النهائية بدأت تبرز على السطح.
ولا يحتاج الامر إلى الكثير من التعريف والتوصيف،لانه اصبح ضرورة سياسية واجتماعية.
اما سكوت الاحزاب الشعية عن هذا الاقليم وعدم التصريح به علنا رغم انه خيار دستوري واضح لا لبس به, فهم مجرد نخب سياسية معزولة وبعيدة عن واقع المواطن الشيعي وقليلة التمثيل للقواعد الاجتماعية، بل هي انعكاس لتطلعات ملايين العراقيين الشيعة الذين كانوا يظنون ان تلك الاحزاب عندما قدمت نفسها كمظلة للمكون الشيعي،ستكون هي الخلاص وبيدها الترياق الشافي لاوجاع الروح.
الا انهم اخوف ما يخافون منه في كل هذا الموضوع ان تبرز نخب جديدة لاتخضع لاراداتهم وبالتالي يسحبون البساط من تحت اقدامهم. وبتلك النظرة القاصرة ینظر سیاسیو شیعة الكراسي واحزابهم للمكون الشيعي لذلك نراهم يستخفون بدمائهم ولا يتصدون للدفاع عنهم وحتى عدم المطالبة بحقوق ضحاياهم التي قدمت انفسها دفاعا عن الوطن الذي يترأسوه.
ونحن كشيعة نمزق انفسنا ونترك حقنا وحق الدفاع عن مظلومينا بدعاو وهمية لكن الأمنيات والتمنيات والآمال شئ والواقع شئ آخر للأسف الشديد.
اذن لماذا الحديث عن الاقليم الشيعي الان؟ بمعنى ما استجد من امور؟ليعقد الشيعة العزم للحديث عن اقليم خاص بهم.
عاد ملف الأقاليم في العراق هذه المرة ليثير جدلا واسعا، ليس لدى الاطراف الشيعية فلم يكونوا يطالبون به ولا يدعون له، لكن كل القوى السنية واحزابها على وجه الخصوص في كل مكان يجتمعون به في داخل العراق او خارجه هذه دعواهم وهذه تتطلعاتهم وهذه احلامهم.نعم عاد الى الواجهة الحديث عن انشاء اقليم يضم المحافظات السنية.ويتسم هذا المسعى بحدية اكبر وإن كان الحديث يجري عنه مواربة حتى الآن،ولم تتوقف هواجس التقسيم في العراق منذ أن وطأت أقدام المحتل الأميركي أرضه عام 2003 حتى اليوم، وهي تخفت تارة ثم تعود للتداول تارة أخرى، وفق ظروف التصعيد السياسي بحجج واهية وامور تافهه. .
والإقليم السني محور الاجتماع وفقا للمعلومات المسربة، سيشمل الأنبار وصلاح الدين في مرحلة أولى تلتحق بهما نينوى فيما بعد.وقد باركت صحيفة الرياض شبه الرسمية التي تعكس وجهات نظر الحكومة السعودية قرار مجلس محافظة صلاح الدين وبررته بانه نتيجة طبيعية لشعور سكانها بانهم معزولون، هكذا بكل وقاحة تدخل سافر في شؤون البلاد. وكما الحال للسعودية دخلت الامارات على خط التقسيم وفق تقارير صحفية عراقية موكدة إن الإمارات تدفع قدما نحو تقسيم البلاد وتحويلها إلى أقاليم، بل واحتضنت اجتماعاً لقيادات سنية في العراق لبحث إقامة إقليم سني، ما يثير تساؤلات وتكهنات على نطاق واسع حول ماهية دور أبوظبي، المتهمة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتحالف مع كيانات وأفراد وجنرالات للوقوف أمام تطلعات الشعوب، وما هدفها من دعم تلك التحركات؟
ويخشى قطاع كبير من العراقيين من هذا التوجه، خاصة إن كان بداية لتقسيم العراق، في ضوء التأييد الكبير الذي أبدته أبوظبي لانفصال إقليم كردستان من خلال تمويلها استفتاءً أجراه الإقليم، في 25 سبتمبر 2017، وتسبب بتوتر إقليمي كبير خاصة مع الجارة تركيا، وعدم اعتراف دولي بنتائجه.
وبحسب تلك الوسائل الإعلامية فإن اجتماع أبوظبي حضره رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس حزب "الحل" جمال الكربولي، والنواب محمد الكربولي، وأحمد الجبوري، ومحمد التميمي، وفلاح زيدان، ورعد الدهلكي، وزياد الجنابي، ومحمد إقبال، ورجل الأعمال سعد البزاز. ووفقا لما سرب فإن الاجتماع عقد يومي التاسع والعاشر من شهر كانون الثاني من العام الحالي؛ إلا أن اتحاد القوى، الذي يُعد أكبر كتلة ممثلة للسنة في البرلمان نفى ذلك،
كما وكشف مدير قناة الجزيرة السابق الكاتب والصحافي ياسر أبو هلالة، عن المخطط الذي تقوده دولة الامارات لاقامة الإقليم السني في العراق، مشيرة إلى أن الأقاليم السنية هي بداية الحرب التي تخطط لها الامارات..
ففي 2013م كان الحراك السني في ساحات الاعتصام الذي يحرص ممثلوه على رفع علم العراق في عهد حكم الرئيس الأسبق صدام حسين، قد دعا كل القيادات السنية لأخذ زمام المبادرة وإنقاذ ”ما تبقى لأهل السنة حسب قولهم قبل فوات الأوان وشدد حينها على مطالبة سنة العراق بتطبيق القانون الدولي للحصول على حق تقرير المصير، وقاد هذه الحملة الحراك الشعبي السني والحراك السني في العراق حملة إعلان الإقليم السني، وهو كان يرى التطورات الخطيرة التي يشهدها العراق الآن وهي تعبر عن انقسام واضح في البلد...
يبقى المشروع السني مطروحا وبقوة، وفق ما كشفت تصريحات بعض القيادات السنية اعضاء برلمان من السنة قالوا إن الاحداث الاخيرة في العراق شجعت سياسيين سنة للبحث عن خيارات اخرى عقب التصويت على اخراج القوات الاميركية من قبل الشيعة فقط، ومن بين هذه الخيارات تشكيل اقليم سني يتمتع بحكم ذاتي. .
واضاف المسؤول قائلا "وحدة العراق لم تعد من اولويات الولايات المتحدة الان، ولو وصل الاميركان الى طريق مسدود بخصوص بقاء قواتهم في العراق فانهم سيعملون على تنفيذ هذا المشروع بكل نشاط ونسعى نحنو له بكل قوة.
اما بخصوص الاقليم الكردي الذي يتمتع بالخصائص والمميزات التي منحت للإقليم ضمن فدرالية العراق، ويرى خبراء ان الوضع الاستثنائي لإقليم كردستان جعل منه (فوق الإقليم ودون الدولة)
منذ تلك اللحظة بات أمر العراق المكون من إقليمين أمرا مفروغا منه،فلما لايكون للشيعة اقليم وقد نهضوا بانتفاضة تطالب تصليح اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية فالأكراد والعرب السُنة العراقيون، ومثلهم باقي المجموعات الأهلية العراقية الأصغر ديموغرافيا، ليسوا فقط غير منخرطين ومتفاعلين في مجريات هذه الانتفاضة، بل يعتبرون نتائجها سيان بالنسبة لهم، أيا كانت.وتبقى الدماء الشيعية تفور مرة وتزهق مرات..
يدرك العقلاء اليوم أن تحويل العراق إلى أقاليم مرتبطة بالمركز قد يكون مفتاحا لحل معظم المشاكل السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية التي يعانيها البلد،
ولننظر الآن إلى مستقبل الأقاليم التي يعتبرها البعض حلم الخلاص الذي سيخرج البلد من أزماته المتكررة،
وقد تكون الفوائد الاقتصادية أهم الدوافع والمقومات لتأسيس أي إقليم،
والا یسال الشیعة انفسھم.. (لماذا الكورد لدیھم ھذه القوة) بالعراق وبالمركز.. رغم انھم اقلیة ؟؟ من این استمدوها! رغم انهم احزاب بينهما صراعات بل تاريخ من الحروب .كيف توحدوا,وكونوا قوة موحدة تقف حتى بوجه المركز.اليس بفضل الاقليم الفدرالي الذي نهضوا به وبقوة فحافظ على كيانهم.
وشيعة العراق لم يعودوا يخفون رغبتهم بفك هذا الارتباط والإسراع في إنشاء الإقليم الشيعي ,
قد لا نبالغ إذا قلنا ان العراق قد جرب معظم اشكال الأنظمة السياسية في الحكم خلال الفترات المتعاقبة لتاريخه السياسي
إذا أردنا أن نناقش كل هذه الأسئلة بصيغة تبتعد قدر الإمكان عن نظريات المؤامرة، يمكننا القول إن أطروحة الفدرالية كانت
وان التوجه الشيعي المعارض لانشاء الاقليم بحجة الوقت غير مناسب والظروف غير متاحة هذا ضربا من الخبل.
واذ قلنا اقليم شيعي لا يعني بالظرورة دولة دينية الكيان الشيعي العراقي هو لحماية شيعة العراق بكل توجهاتهم علمانية او دينية او ليبرالية فهل يعي شيعة العراق ذلك..ويحكمون العراق من مصدر قوتهم (وسط وجنوب العراق وبعض من شماله)فيشكلون اقليما قويا ربما يكون يوما عابرا للاقليم ليس العراقي فحسب؟يحكمونه عبر العراق من المركز .

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة