Skip to main content

..! شيعة العراق من سرداب الغيبة الى حكم الاقليم المنتظر

مقالات الجمعة 22 أيار 2020 الساعة 16:59 مساءً (عدد المشاهدات 3153)

بقلم/ سميرخلف ..
في الوقت  الذي يمر به العراق من ازمة خانقة في كل مفاصل الدولة المنهارة وبعد افراغ البلاد من كل الخبرات والخيرات المطلوبة بفضل حكم الاغلبية منذ 2003 ولغاية الساعة. فقد كانوا وبامتياز اصحاب الدور الاسواء في حكم العراق.وكأنهم جاءو بتوصية  ليس لحكم البلاد بل جاءوا الى تمزيقه بحجج الاقليم تاره والمذهبية والطائفية تارة اخرى.
 ««« جرب ان ترى الحياة من خلال عيون شخص محاط بالظلام منذ البداية فلماذا سترى غير الظلام»»»
تعج وكالات الانباء والمواقع الاخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي بالكثير الكثير من الاخبار والمقالات وانا واحد من الكثيرين الذين يمرون على تلك الاخبار والمقالات مرور الكرام وقلما يستهوينا شي منها.لكن ما اثار ريبتي وفي دهشة عميقة  عنوان لمقال نشرته وكالة سكاي برس تحت مسمى (الاقليم الشيعي الذي يرقد على بحر البترول) لكاتبه الاستاذ «مراد الغضبان».وتحته صورة للمقال  عباره عن خارطة للاقليم الشيعي وكأنه بالونة منفوخة بالهواء السام على وشك الانفجار بوجه من نفخها!
!
استوقفني عنوان المقال كأحد المفاتيح الأساسية لتوجيه القراءة، بنية العنوان توحي للقارئ بجملة تهكمية، تظهر الحلاوة، وتضمر في داخلها الكثير من الأسرار لتقودنا  إلى قراءة أحد المتمردين على الصمت السائد، بخصوص اقليم الشيعة المزعوم ومهادنة الواقع الثقافي والاجتماعي على حساب الفرد الشيعي طبقا لصاحب المقال.والذي انصح هنا القارىء ان لايقرها قبل ان يتوقف  لحظة مع الاسئلة التي اطرحها هنا والتفكير في اجابات عميقة لها. استهل كاتب المقال الاستاذ الغضبان وقد صَبَّ جَامَ غَضَبِهِ  على ما آلت اليه الأمور نتيجة سياسة الاحزاب المتنفذة في السلطة؟ من التخبط والفشل على جميع المستويات،وهذا الفشل نتاج طبيعي لفشل المؤسسات الحكومية وانتهاك الدستور وانا مبديا اتفق معه ويتفق معنا الكثير,
ويُرجع صاحب المقال  سبب الانهيار الحاصل في البلاد إلى فشل النخبة السياسية الحاكمة التي تواجه إشكالية في شرعيتها السياسية، وغياب هوية المشروع الوطني الذي يؤطر السلوك السياسي لجميع القوى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؟ ولو اجتمعت كل شياطين الانس والجن على افشال العملية السياسية في البلاد لم تمكنوا ان يصلوا الى معشار من الخراب الذي لحقته شيعة السلطة بالعراق.
لكن يبقى السؤال الذي اريد ان اوصله للاستاذ الغضبان هو؟
من اوصل الامور الى ما وصلت اليه!
ما الذي دفع السنة او يدفع بهم الى المطالبة بانشاء اقليم خاص بهم بين الحين والاخر؟
من الذي وسع للنفوذ الكردي ومع كل هذا المسعى في المطالب غير المشروعه له والتوسيع خارج حدوده المعروفه؟
وبعد كل هذا من الذي يدفع الشيعة الى أنشاء إقليم شيعي، وهم المتهمين بالأساس بدفع الآخرين إلى هذا التشتيت والضياع؟سوى الهيمنة على مراكز صنع القرار والذي هو بالتالي ليس عراقيا صرفا. مما نجم عن ذلك ارتفاع مستويات العنف الجماعي على خلفيات الانتماء الطائفي، وزعزعة شرعية النظام السياسي لكيان الدولة العراقية.
سياسات هذه الحكومات المتعاقبة منذ 2003 ظلت ليست فقط بعيدة عن آمال الناس وإنما دمرت مقومات بناء المجتمع وتنميته الاقتصادية والاجتماعية عبر الفساد والاستبداد، وكان طبيعيا أن تصطدم المصالح بين أطرافها وتصل درجات التسقيط إلى مستويات التخوين وجميعها في مركب تتلاطمه أمواج الأزمات،تعصف به بكل اتجاه.ولو أرادت كل الاحزاب الشيعية والمتحالفون معهم في  تحقيق أي إنجاز للناس لتمتع بمشروعية القيادة الحقيقية للبلد، لكن غالبية كوادره غرقوا في مستنقع الفساد ولايمكن الخروج من شرنقته ربما الا بعد عقود من السنين،ان بقوا على خارطة الحياة السباسية والدينة على وجه الخصوص.
سيدي الكاتب ان الفیدرالیة  او الاقاليم التي يروج لھا البعض في العراق تھدف بالدرجة الأساسیة إلى "التقسیم  الطائفي والمذهبي والعرقي ولا شي غير هذا و يجب علينا  ان ننظر الى المصلحة الوطنية العليا في هذا الجانب لأن الدعوة الى تشكيل اقاليم في الوقت الحالي ستزيد الامور تعقيداً لأننا اليوم نحن بحاجة الى التوحد واعتقد ان الخطاب الحكومي اليوم خطاب معتدل بعيداً عن التفرد بالسلطة وسيعطي كل ذي حق حقه ونحن نحاول ان نعزز هذا الخطاب فان ما يعانيه العراق اليوم هو البقاء ضمن دائرة الأزمات التي تنتجها متلازمة التغيير والاضمحلال السياسي هذه هي القراءة التي يجب ان نتبنها وغير هذا سوف تكون هي المسولة عن التشظي والاختلاف
 شبھة الأقالیم فتنة قديمة حديثة، فالعراقیون في منتصف القرن الماضي، كانوا أكثر الشعوب العربیة اندفاعا نحو لم شمل الصف العربي والدعوة إلى الوحدة العربیة، كنا متفائلين حينها بالوحدة العربية الكبرى وفرحين بوحدة اليمن وكنا ضد انفصال الجنوب السوداني   فما الذي دعى الى التغیر والتبدل الان.
أن المجال السياسي أساسه جلب المصالح ودرء المفاسد وأداته العقل,لكن للاسف الشديد بعض الناس لا يدركون أن العالم لا يدور حول وجهة نظرهم الخاص.ولكن شهوة السلطة- وحب التسلط هو من يدفعهم للمجهول.
للاسف الشديد لم يكن  الكاتب دقيقاً في وصفه في كثير من الأحيان فهو يجعلك تشعر بأنك تفقد التسلسل والترابط في متابعة مجريات الاحداث التي يعيشها العراق وفق التصور المعقول لذلك لم يجعلني اشعر بالرغبة في الاستمرار او المتابعة وشعرت بأنني أضيع وقتي سدى في قراءة المقال ، ولكنني أجبرت نفسي على المتابعة حتى أتبين الفكر الذي أنطلق منه الكاتب.واما ماكتبته انا لا يدخل في باب التمنيات أو التشفي انما حرصا على وحدة التراب ووحدة الكيان العراقي الصلب الذي سيبقى كمعطى تاريخي وجغرافي وهوياتي فاعل في المنطقة إلى زمن لا يعرف أحد مداه.
.



حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة