بغداد / متابعة سكاي برس
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» الذي يقود حملة تقشف في بلاده، هو المشتري الحقيقي للوحة «سالفاتور موندي» (مخلص العالم) للفنان الإيطالي الشهير «ليوناردو دافنشي»، التي تعد الأغلى في التاريخ ويبلغ ثمنها 450.3 مليون دولار.
وأثارت الخطوة الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين ناشطين سعوديين، لا سيما أنها جاءت بعد حملة الاعتقالات الأخيرة بالمملكة ضد أمراء ورجال أعمال بحجة «مكافحة الفساد».
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر بالمخابرات الأمريكية ومصدر سعودي، الخميس، أن «بن سلمان» أوعز لوكيل سعودي بإتمام عملية الشراء، التي تعد الأغلى في تاريخ المزادات.
وكشفت المصادر أن الأمير «بدر بن فرحان آل سعود» رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، والمقرب من ولي العهد، هو المشتري على الورق أو الوكيل، بينما «بن سلمان» هو الزبون الحقيقي أو مالك اللوحة.
وجاء حديث «وول ستريت جورنال»، بعد ساعات من نشر «نيويورك تايمز»، خبرا أفاد بأن الأمير السعودي «بدر بن فرحان آل سعود» هو مشتري اللوحة، التي بيعت في مزاد منتصف الشهر الماضي.
ويفترض أن اللوحة تمثل «المسيح»، وتصوره وهو رافعا يده اليمنى، وفي يده اليسرى كرة زجاجية يعلوها صليب، وقد رسمها الفنان الإيطالي الشهير «ليوناردو دافنشي»، وتعد الأغلى بالنسبة له.
وعن ذلك قالت «نيويورك تايمز»، إن هذا الشراء يتناقض مع بعض الثوابت الدينية في المملكة حيث يعتبر رجال الدين بها أنه لا يجوز التصوير الفني لأي من الأنبياء.
وردا على «نيويورك تايمز»، أفادت صحيفة «الاقتصادية» السعودية بأن الأمير «بدر بن عبدالله»، عبر عن استغرابه من تقرير «نيويورك تايمز».
ونقلت عن الأمير قوله، الخميس، إن «التقرير يحتوي على الكثير من المعلومات المستغربة وغير الدقيقة، ولم أكن أنوي الرد على ذلك لمعرفتي ومعرفة كل المواطنين بمواقف الصحيفة المعادية لكل ما هو سعودي ونشرها للشائعات الغريبة».
وأضاف: «لولا إصرار الأصدقاء والمحبين لما قمت بالتصريح عن ذلك»، دون أن يؤكد أو ينفي بشكل صريح صحة رواية الصحيفة الأمريكية.
من جهته، قال متحف «اللوفر أبوظبي» في حسابه على موقع «تويتر»، الأربعاء، إن اللوحة المعروفة بـ«سالفاتور موندي» (مخلص العالم) ستأتي إلى المتحف، لكنه لم يكشف عن هوية المشتري، ولم يقل إن كانت اللوحة ستعرض بشكل دائم.
وهذه اللوحة، هي آخر عمل معروف للفنان الإيطالي الذي يعود إلى عصر النهضة، وتوفي عام 1519 ميلادية.
يشار إلى أن السلطات تحتجز العشرات من أفراد العائلة المالكة والمسؤولين ورجال الأعمال، ضمن حملة تقول إنها مكافحة للفساد، حيث يواجه الموقوفون اتهامات تشمل غسيل الأموال وتقديم رشا والابتزاز واستغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية.
وفي وقت سابق، قال النائب العام السعودي، «سعود المعجب»، إنه تم استدعاء 208 أشخاص في المجمل لاستجوابهم فيما يتعلق بتحقيقات الفساد، التي طالت عددا من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال في المملكة.
وأضاف «المعجب» أنه تم الإفراج عن سبعة منهم، دون الإفصاح عن أسمائهم، أو أية تفاصيل بشأن التحقيقات الجارية.
يأتي ذلك فيما تقول مصادر متطابقة، إن عدد المعتقلين أكبر من ذلك بكثير، وإن عدد الحسابات المصرفية المجمدة في البنوك السعودية، لوزراء ومسؤولين ورجال أعمال محليين، بلغ أكثر من 1600 حساب.
وتحدثت تقارير إعلامية عن إبرام صفقات مع بعض الأمراء ورجال الأعمال تم بموجبها الإفراج عنهم مقابل تنازلهم عن بعض مملتكاتهم وأرصدتهم.