بقلم/ وفيق السامرائي
صُدِعتْ رؤوسنا بما قيل عن حركة أساطيل أميركية إلى منطقة الخليج، بعد تلويح باستخدام القوة، وقلنا قبل سنة ونصف لن تطلق رصاصة عبر الخليج إلا خطأ أو بحادث محدود، وعلى الرغم من نهجنا في التفكير بعدم تجاهل أسوأ الاحتمالات الذي يقلق كثيرين فإن ترامب اتعض من سياسات سابقة وله نهج خاص يستهدف جني الأموال بطرق مختلفة والاكتفاء بتصعيد لهجة القوة والتلويح بالحرب.
الآن لم نعد نسمع شيئا عن حركة الاساطيل، وظهر أن قوتهم في العراق محدودة وضعيفة وستتراجع تدريجيا ولن تكون على مستوى وجودهم في انجيرلك والقاعدة في قطر قطعا.
في سوريا سيتكامل انسحابهم، وستُبدِل تركيا أهدافها في الشمال لأنها تتعارض مع أهداف إيران وروسيا، وفي النتيجة لاتريد أن تخسر علاقتها معهما.
المفاوضات مع كوريا الشمالية فشلت في نزع سلاحها النووي، فبيونگ يانگ تريد رفعا للعقوبات مقابل تدمير منشأة نووية واحدة معلومة، ومن المستبعد موافقتها على التدمير كليا، لذلك، لاتريد الإدارة الاميركية فتح جبهة حرب في الخليج تجنبا للمضاعفات الاستراتيجية الخطيرة، ولأنها لا تدر عليها مالا أكثر.
العقوبات على إيران وإن كانت شديدة يصعب تطبيقها بشكل شامل.
الإيرانيون يتفادون أي نشاطات استفزازية.
المشكلة الهندية الباكستانية لن تتحول إلى حرب، بسبب الردع النووي المتقابل، وما قيل عن تحرك باكستاني ضد ما يسمى (جيش محمد) على حدودها مع إيران يعكس عدم تأثرها بالمغريات.
فريق الحرب السعودي وجد أن حربا عسكرية على إيران لا أفق لها أميركيا فتوجه إلى صفقات صواريخ بعشرات مليارات الدولارات وهو دليل قلق شديد من الصواريخ التي تصل كل أراضيهم ويرهق الموازنات وإن كانت ضخمة، لكن خياراتهم (محدودة).
وما يُسمَع عن درع وجزيرة لا تصدقوه، فقد أصبح من وريقات احترقت.
هذا كله يجعل العراق أكثر استقرارا وقوة ويجعل الآخرين أكثر حذرا من التدخل في وضعه.
الصراع الإقليمي الآن صراع استخبارات وحرب نفسية يستهدف بعضهم بعضا داخليا سرا، وسباق تسلح، وسيستمر الوضع هكذا على المدى المتوسط، وسيعود العراق أقوى حتما بشعبه العظيم وثلاثة أذرع ((قوى) مسلحة، وأمن وطني، واستخبارت/مخابرات ''عميقة'').