Skip to main content

مــــا بيـــن ســـد اليســـو وســــد الجـــزيرة .. العــــراق ينحـــدر نحـــو جفـــاف خطيـــر .. وصمـــت حكومــــي مهيـــن ؟!!

شؤون محلية السبت 25 كانون ثاني 2020 الساعة 15:43 مساءً (عدد المشاهدات 4245)

بغداد / سكاي برس 

" ما بين سد اليسو وسد الجزيرة .. العراق ينحدر نحو جفاف خطير .. وصمت حكومي مهين "

ما هو سد اليسو ؟
سد إليسو هو سد اصطناعي تركي ضخم افتتح في شباط فبراير 2018 و بُدِأَ في ملء خزانه المائي في حزيران 2018أقيم السد على نهر دجلة بالقرب من قرية إليسو وعلى طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق في تركيا. وهو واحد من 22 سد ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول والذي يهدف لتوليد الطاقة الهيدروليكية والتحكم في الفيضانات وتخزين المياه، وعند اكتماله، سيوفر السد طاقة مقدارها 1.200 متر مكعب وستكون سعته 10.4 بليون م3، وقد بدأ إنشاء السد في عام 2006 وكان يفترض أن يكتمل في 2014 .

تصميم سد إليسو يمتد بإرتفاع 135 م وعرض 1.820 م وسيصل حجمه إلى 43.900.000 م³. و بعرض 15 م عند القمة وعرض 610 م عند القاعدة. وسيكون المسيل المائي للسد على ضفته اليمنى والذي سيتم التحكم به عن طريق ثمان بوابات نصف قطرية ثم سيصب المسيل في أربع مزالق قبل أن تصل المياه إلى بركة الخزان.

خلفيته ..
أجريت دراسة على السد في 1954 وفي 1997 أضيفت إلى الخطة الوطنية، وفي 5 أغسطس 2006 تم وضع حجر الأساس للسد وبدء الإنشاء الأولي.

قضايا التمويل:
لتجنب  التضخم والإنعكاسات الإقتصادية الأخرى، عادة ما سعت الحكومة التركية للمساعدة الخارجية من أجل تمويل مشروع سد إليسو. إلا أن الضغط من جماعات البيئة وحقوق الإنسان أعاق هذا المسعى.

موقع السد :
يقع سد إليسو على نهر دجلة، الذي ينبع من مرتفعات جنوب شرق هضبة الأناضول وتحديداً من بحيرة وان الواقعة في قرية اليسو التركية، ويصب في الخليج العربي بعد لقائه بنهر الفرات.

تأثير المشروع على العراق وتجفف نهر دجلة :

يعتمد سكان العراق بشكلٍ أساسي وكبير على مياه دجلة والفرات وخصوصاً نهر دجلة، لكنه في السنوات الأخيرة بدأت هذه المياه تتردى نوعيتها ويزداد تلوثها جراء قيام تركيا (دولة المنبع) باستثمارها وبناء بعض المشاريع المائية على حوض النهر مما ترك آثاراً سلبية خطيرة على السكان القاطنين في دولة المصب أي العراق يقف في مقدمة ذلك مشروع سد اليسو الذي سوف لن تنحصر آثاره السلبية على السكان الأكراد في تركيا فقط بل تتعداها لتشمل سكان العراق أيضاً.

وسوف يعمل مشروع سد إليسو الذي سيقام على نهر دجلة سوف يعمل على تقليل واردات مياه النهر بنسبة 60% حيث ستنخفض كميات المياه من 20 مليار م3 إلى 9 مليار م3، الأمر الذي سينعكس بدوره على جميع السكان القاطنين على حوض النهر، حيث ستتأثر حياتهم كثيراً من جراء إقامة هذا المشروع ابتداءٍ من نمط معيشتهم وتوزيعهم الجغرافي مروراً بوضعهم الاقتصادي وصولاً في النهاية إلى حالتهم الصحية التي ستتردى كثيراً بفعل زيادة نسبة التلوث النهري الحاصلة في مياه الشرب.


في 2019، أعلن الرئيس التركي أردوغان بدء ملء خزان سد إليسو على نهر دجلة في 2019، وذلك على الرغم من احتجاج العراق عندما شرعت أنقرة في احتجاز المياه خلف السد لفترة وجيزة منتصف صيف 2018.وبعدها عندما سيحين موعد إملاء خزان السد سوف يتضرر من وراء ذلك الملايين من البشر المنتشرين في أنحاء متفرقة في البلاد (الشمال والوسط والجنوب)، حيث ستتضرر (5) مراكز محافظات عراقية و (13) قضاء و (21) ناحية تقع جميعها على حوض هذا النهر وروافده الأخرى، مما سيدفع بالسكان إلى ترك مهنهم الزراعية والصناعية والحرفية والهجرة من الأرياف والقرى إلى المدن وبقية التجمعات السكانية.

الأضرار الاقتصادية:
بناء سد اليسو سيترك انعكاسات خطيرة على الواقع الاقتصادي لسكان حوض دجلة في العراق نتيجة لانخفاض واردات المياه الجارية إلى البلاد، حيث سيتردى الوضع الاقتصادي للفلاحين والمزارعين الذين يعتمدون بصورة أساسية على مياه النهر في ارواء حقولهم ومزارعهم التي ستعاني من قلة امدادت المياه، إلى جانب ظهور الحاجة إلى الاستيراد بدلاً من الاكتفاء الذاتي أو شبه الذاتي لبعض المحاصيل الزراعية، وحدوث زيادة كبيرة في معدلات البطالة الناجمة عن ارتفاع هجرة الفلاحين وانخفاض فرص العمل بالنسبة للعاطلين منهم.


الأضرار الصحية:

تعد هذه المسالة غاية في الحساسية بسبب انعكاساتها السلبية والخطيرة على البيئة والإنسان معاً. فانخفاض المياه الذي سيحصل بعد بناء سد اليسو سوف يعمل على حرمان أعداد كبيرة من سكان الحوض من الحصول على مياه الشرب الكافية، رغم تردي نوعيتها وزيادة معدلات التلوث النهري فيها جراء احتواءها على نسب عالية من المواد الكيمياوية والأسمدة المستخدمة من قبل المزارعين الأتراك.

زيادة النشاط الزلازلي :
من المعلوم أن تركيا تقع ضمن نطاق زلزالي نشيط حيث تشير الدراسات والبحوث العلمية إلى آن كمية المياه المحتجزة في السدود التركية المقامة على نهري دجلة والفرات من شانها أن تزيد من فرص حدوث الزلازل والهزات الأرضية، مما يتطلب ضرورة القيام بتحركٍ سريع من قبل العراق للضغط على تركيا من اجل الحصول على ضمانات وتعهدات تضمن حقوق العراق في التعويض عن أية أضرارٍ وخسائر مادية وبشرية قد تحدث في حالة انهيار احد السدود المقامة على الحوضين..وفيما يخص التأثيرات التي سيخلفها سد اليسو على سكان حوض دجلة في العراق فان الطابع الإنشائي لهذا السد سوف لن يقلل من ذروة حدوث الفيضانات العالية المحتملة الوقوع، وهذا من شانه أن يؤثر بالطبع على سلامة وامن السكان القاطنين أو المنتشرين على طول أسفل مجرى النهر، إن هذا المشروع يجّسد ترجمةً خطيرة للموقف التركي الداعي إلى اعتبار نهري دجلة والفرات " نهران وطنيان تركيان ". وان لتركيا الحق الشرعي في استثمارهما وبسط سيادتها المطلقة عليهما حتى النهاية..

اليسو  ليس خطيرا بل الخطر الحقيقي هو ... ؟!
ان مشروع سد اليسو لا يمثل وحده الخطر القادم كما يتصور البعض، بل أن هنالك مشروعاً أخر أكثر خطورة وتأثيراً على مستقبل العراق المائي وهو مشروع سد الجزيرة، لذا فانه ينبغي على الحكومة العراقية التحرك سريعاً لمواجهة النقص المتوقع في واردات مياه نهر دجلة بعد اكتمال هذين المشروعين، من اجل تدارك اخطارهما المحتملة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأراضي الزراعية الواقعة قرب الحدود الدولية مع تركيا.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة