سكاي برس/ بغداد
تعيش سوريا أوضاعاً ساخنة، إذ تشتد المواجهات بين الجيش السوري وقوات "المعارضة" في وقت تشير فيه الأنباء إلى محاولة المعارضة التقدم نحو مدينة حلب، الأمر الذي يعيد خلط الأوراق في الساحة السورية.
التصعيد الجاري في سوريا يأتي بعد فترة من الهدوء النسبي، إذ تؤكد تقارير أن الاشتباكات العنيفة ما تزال مستمرة وسط مساع لقوى المعارضة بالسيطرة على مدينة حلب، وإذا حدث ذلك فإن المعادلة الإقليمية ستشهد تحولاً جذرياً قد يتجاوز الحدود السورية ليؤثر على دول الجوار، وفي مقدمتها العراق بكل تأكيد.
*دخول أول أحياء حلب
أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها دخلت اليوم الجمعة أول أحياء مدينة حلب، بعد أن سيطرت على ريفها الغربي بالكامل إثر معارك ضارية مع قوات النظام السوري وحلفائها. وقالت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة إن مقاتليها سيطروا على مركز البحوث العملية في حلب الجديدة. وأضافت أن "الفصائل المشاركة في الهجوم باتت تبعد كيلومترين فقط عن وسط مدينة حلب".
وتشارك في العملية فصائل عدة، بينها هيئة تحرير الشام وأخرى من الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة. ويأتي هذا التطور في اليوم الثالث لمعركة "ردع العدوان" التي أطلقتها المعارضة السورية المسلحة، ردا على ما قالت إنها اعتداءات متصاعدة وحشود للنظام لمهاجمة معاقلها.
*تعزيزات عسكرية
من جهته، قال مصدر عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن تعزيزات من الجيش السوري وصلت إلى مدينة حلب. وأضاف المصدر أن معارك واشتباكات عنيفة تجري غرب حلب، مؤكدا أن القتال لم يصل إلى حدود المدينة. وفي السياق، قال التلفزيون السوري إن مجموعات مسلحة تستهدف بالقذائف أحياء في نبّل والزهراء بريف حلب الشمالي.
*سيطرة كاملة وبالتوازي
مع تقدمهم نحو مدينة حلب من جهة الغرب، شن مقاتلو المعارضة هجمات بالريف الجنوبي وسيطروا على بلدات بينها الحاضر. وفجر اليوم، أعلن المقدم حسن عبد الغني المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية في المعارضة المسلحة أن قواتهم سيطرت على ريف حلب الغربي بالكامل، بعد معارك ضارية مع قوات النظام السوري استمرت 36 ساعة.
وأضاف عبد الغني أن قوات المعارضة "حررت" بلدة كفر حلب الإستراتيجية غرب مدينة حلب، كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية السيطرة على مواقع إستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وكانت الفصائل السورية المسلحة سيطرت قبل ذلك على مقر الفوج 46 وبلدة خان العسل الإستراتيجية وعشرات البلدات والقرى الأخرى، كما هاجمت مطار النيرب شرقي حلب حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.
*انتهاك للسيادة ومع تسارع التطورات الميدانية، اعتبرت الرئاسة الروسية أن ما يجري في حلب انتهاك لسيادة سوريا. ودعا الكرملين النظام السوري لاستعادة ما وصفه بالنظام الدستوري في المنطقة في أسرع وقت ممكن. وفي طهران، ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بما اعتبره انتهاكا لاتفاقية خفض التصعيد شمالي سوريا.
وقال بقائي إن الهجوم الذي تشنه -ما سماها- الجماعات الإرهابية في سوريا "جزء من المخطط الشرير للكيان الصهيوني الإرهابي وأميركا لزعزعة الأمن في منطقة غرب آسيا".
*المخاوف العراقية المخاوف في العراق تكمن من احتمال تسلل مسلحين عبر الحدود المشتركة، وهو ما يعيد إلى الأذهان حقبة صعود تنظيم داعش الإرهابي في عام 2014، حين استفادت الجماعات الإرهابية من الفوضى في سوريا للتمدد داخل الأراضي العراقية.
في السياق، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، اليوم الجمعة، أن الحدود مع سوريا محصنة بأحكام ومؤمنة بشكل كبير، مشدداً على أن أي إرهابي يحاول دخول الحدود العراقية سيواجه رداً حازماً وقوياً.
وقال اللواء رسول في حديث، إن "تأمين الحدود العراقية بصورة تامة من الأولويات لدينا"، لافتاً الى أن "الحدود مع الجارة السورية وخاصة في مناطق شمال شرق سوريا محكمة ومحصنة وتوجد فيها قطاعات قيادة قوات الحدود ومجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات، وكذلك هناك تحصينات محكمة بالإضافة الى مراقبة الحدود عبر الطيران المسير".
وأضاف أنه "توجد خلف قوات الحدود قطاعات الجيش العراقي لتأمين هذه المناطق، والقوات المسلحة لديها عمليات مراقبة مستمرة والحدود مؤمنة ومحصنة بشكل كبير"، مشيراً الى أن "الأجهزة الاستخباراتية تراقب أي تحرك للعصابات الإرهابية وفي حال حاولوا التعرض أو الوصول الى الحدود العراقية سيكون هناك رد حازم وقوي".
وأوضح رسول أن "الحدود ومنذ زمن محكمة من خلال قوات الحدود والكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة، فضلاً عن العمليات النوعية والاستباقية التي تنفذ ضمن هذه المناطق وأخرها الضربة التي استهدفت 6 مضافات لبقايا عصابات داعش الارهابية ضمن منطقة وادي حوران".