Skip to main content

صفقة القرن وحادث نور زهير: تحليل موثق لأكبر سرقة مالية في تاريخ العراق

تقاريـر السبت 24 آب 2024 الساعة 21:07 مساءً (عدد المشاهدات 794)

سكاي برس/ بغداد

بقلم مراد الغضبان

في السنوات الأخيرة، شهد العراق واحدة من أكبر فضائح الفساد المالي في تاريخه، والمعروفة باسم "صفقة القرن"، حيث تم سرقة ما يزيد عن 2.5 مليار دولار من الأموال العامة.

وقد تم استخدام هذا المال المنهوب في صفقات مشبوهة، تورط فيها رجال أعمال ومسؤولون حكوميون بارزون، من بينهم نور زهير جاسم.

نور زهير، المتهم الرئيسي في هذه القضية، كان يدير شركات لها دور رئيسي في سحب الأموال من حسابات الضرائب بشكل غير قانوني. التحقيقات التي جرت بين عامي 2021 و2022 كشفت عن تورط خمسة شركات رئيسية في هذه العملية، من بينها شركتي "الكانت" و"المبدعون" اللتين يرأسهما نور زهير.

هذه الشركات استخدمت لإصدار 247 شيكًا مزورًا، تم سحب الأموال على أساسها من حسابات مخصصة للإيداعات الضريبية في بنك الرافدين الحادث الأخير الذي تعرض له نور زهير في بيروت أضاف بعدًا جديدًا لقضية "صفقة القرن".

في هذا الحادث، الذي وقع في ظروف غامضة، نُقل نور زهير إلى مستشفى في بيروت لتلقي العلاج. تشير بعض المصادر إلى أن الحادث قد يكون مدبرًا، خاصةً أنه وقع بعد ظهور نور زهير في مقابلة تلفزيونية طالب فيها بمحاكمة علنية لكشف الحقائق المتعلقة بقضية الفساد تسجيلات الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول الحادث أظهرت أن هناك محاولات لطمس الحقيقة وإسكات الشهود الرئيسيين.

إذا ثبت أن الحادث كان مدبرًا، فقد يعكس ذلك وجود شبكة واسعة من الأفراد الذين يسعون لحماية مصالحهم الشخصية من خلال إخفاء الحقائق وإسكات الشهود.

من المتوقع أن تشهد محاكمة نور زهير القادمة في 28 من الشهر القادم تطورات جديدة قد تكشف عن المزيد من المتورطين في هذه الفضيحة المالية الكبرى. هذه القضية لا تمثل فقط سرقة مالية، بل تعكس أيضًا الفساد المستشري في العديد من المؤسسات العراقية، والذي أصبح يهدد استقرار البلاد.

يعتبر حادث نور زهير في بيروت جزءًا لا يتجزأ من قضية "صفقة القرن"، حيث يثير الشكوك حول مدى تورط أطراف خارجية في محاولة التأثير على مسار العدالة في العراق. في هذا السياق، تصبح القضية أكبر من مجرد محاكمة أفراد متورطين، لتتحول إلى اختبار حقيقي لنزاهة النظام القضائي العراقي ومدى قدرته على مواجهة الفساد والضغط الخارجي.

مع استمرار التحقيقات والضغوط الدولية، يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن العراق من استعادة الأموال المسروقة ومحاكمة جميع المتورطين، أم أن القضية ستنتهي بتسويات سياسية واقتصادية تحول دون كشف الحقائق بالكامل؟

تُظهر هذه القضية، بجوانبها المعقدة، مدى تأثير الفساد على اقتصاديات الدول وقدرتها على حماية مواردها من الاستنزاف. وتبقى تفاصيل حادث نور زهير في بيروت جزءًا مهمًا من هذه الصورة الكبيرة، التي لا تزال تتكشف فصولها أمام الرأي العام العراقي والدولي.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة