إيران تترقب انتخابات برلمانية الجمعة المقبلة نتائجها باتت محسومة لصالح المتشددين الذين يسيطرون على أهم مؤسسات البلاد، وذلك بعد أن حذف مجلس صيانة الدستور منافسين إصلاحيين ومعتدلين من الساحة.
ومع العد التنازلي لموعد الاقتراع ظهرت أساليب غير مسبوقة لمرشحي التيار المتشدد وآخرين شعبويين من ضمنها توزيع المأكولات لكسب الأصوات وتوزيع الهدايا.
ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية صورا وفيديوهات لم يسبق مشاهدتها في الانتخابات الإيرانية السابقة، حيث كانت تعد من الأساليب الشعبوية المذمومة في الانتخابات السابقة.
وهذا يؤكد أن النظام الإيراني يحاول الإيحاء بأن الأجواء الانتخابية تحظى بشعبية كبيرة خلافا لاستطلاعات تحدثت عن مشاركة نحو 24% فقط من سكان طهران في عملية التصويت التي ستنطلق الجمعة المقبلة.
وضمن الحملات الانتخابية قام أحد المرشحين بتوزيع الكباب على الناس في مدينة إيذة جنوب غرب إيران والتي يعاني الأهالي فيها من فقر مدقع.
وفي مدينة أخرى تقع في جنوب إيذة قام أحد المرشحين بتوزيع الساندويتشات على الناس بشكل مهين.
وفي مدينة أخرى بإقليم الأهواز العربي يوزع أحد المرشحين المعسل بطعم الليمون يحمل صورته، على الناس طمعا في أصواتهم.
ونظم مرشح آخر حفلا لمراسم تشبه التحضيرات لحفل زفاف في محافظة بوشهر وأنصاره يرقصون ويغنون في مخالفة لقانون النظام.
في الحالات العادية لا يسمح بالغناء والرقص الجماعي وخاصة للناس، ولكن يبدو أن لضرورة الانتخابات الإيرانية أحكامها، حيث ثمة فيديوهات تظهر الرقص والغناء.
الرقص والغناء لا ينحصر على المؤيدين للمرشحين فقط حيث صار أحد المرشحين يغني على أكتاف المؤيدين.
محاولات إضفاء الشعبية على الانتخابات أسفرت عن وقوع اشتباكات بين مؤيدين لمرشحين ورافضين للمشاركة في الانتخابات المثيرة للجدل.
والمقاطعون للانتخابات لم يقفوا مكتوفي الأيدي فقام البعض منهم بتمزيق وحرق صور ويافطات المرشحين.
هذا هو الجو العام للحملات الانتخابية الإيرانية، كما أثارت ضبابية المشهد الانتخابي مخاوف النظام من دعوات مقاطعة الانتخابات، الأمر الذي دفع المرشد علي خامنئي إلى إضفاء صبغة دينية على الانتخابات وصف فيها المشاركة في الاقتراع بـ"الجهاد العام"، و"الحكم الشرعي الواجب".