Skip to main content

على غرار اسقاط "صدام حسين" ترمب يسير على خطى بوش .. لــ "اسقاط النظام الايراني" !

المشهد السياسي الثلاثاء 11 آب 2020 الساعة 09:51 صباحاً (عدد المشاهدات 3657)

 

بغداد/ سكاي برس

قدم جاكوب هيلبران، مراجعة لكتاب ألفه روبرت درابر بعنوان “بدء حرب: كيف ورّطت إدارة بوش أميركا في العراق؟”، الذي استند إلى تحقيقات ووثائق حكومية رُفعت عنها السرية مؤخرا ومقابلات مع العديد من مسؤولي الأمن القومي الأميركي السابقين، فيما تشير صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن ذات العوامل التي دفعت بوش الغبن لشن حرب على العراق، راسخة في عقلية ترامب لإسقاط النظام الإيراني.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، فإنه في كتابه تطرق درابر إلى الخدع التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش للإطاحة بالرئيس العراقي حينها صدام حسين. وقد سبق أن أصدر كتابا عام 2007 تحدث فيه عن رئاسة بوش، اعتمد في تأليفه على العديد من المقابلات التي أجراها مع الرئيس نفسه.

ولا يقدم هذا الكتاب أي تسريبات جريئة، وإنما تضمن وصفا يكشف عن كيفية شن إدارة بوش حرربا على العراق، ويوضح كيف أن بوش كان بالفعل يتولى اتخاذ القرارات المتعلقة بالعراق بشكل لم يترك أي مجال لنقاش مسألة عدم الإطاحة بصدام.

ويذكّر درابر بأن أساس الصرااع قد أُعدّ في أواخر التسعينيات من قِبل ما يمكن تسميته “المجمع الفكري العسكرري” في واشنطن.

وقد وقع حدثان رئيسيان في عام 1998، أولهما إقرار الكونغرس “قانون تحرير العراق” وتوقيع بيل كلينتون عليه، الذي أيده المغترب العراقي أحمد الجلبي وحلفاؤه من المحافظين الجدد مثل بول ولفويتز، ليصبح بذلك أول خطوة رسمية في السياسة الأميركية نحو إسقاط صدام.

أما الحدث الثاني، فكان تكوين الكونغرس “لجنة رامسفيلد” التي وفرت لوزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وبول ولفويتز وغيرهما منصة رفيعة المستوى لانتقاد وكالة المخابرات المركزية الأميركية لافتقارها لبعد نظر بشأن الأخطاار المحتملة التي تشكلها كوريا الشمالية وإيران والعراق.

وركزت اللجنة بشكل خاص على مجموعة متنوعة من السيناريوهات التي قد تسمح للعراق بالحصول على أســ.لحة نووية واستهداف الولايات المتحدة “في وقت وجيز”.

وصارت الأمور أكثر جدية بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وبالاعتماد على سنوات من التحذيرات بشأن التهديدات الخارجية تعاون كل من رامسفيلد وبول ولفويتز مع ديك تشيني نائب الرئيس لإعلان الحررب وعزل وزير الخارجية آنذاك كولن باول.

ويكشف درابر الضغط الشديد الذي ماارسه تشيني ورئيس الأركان لويس ليبي، وكذلك المسؤول بوزارة الدفاع دوغلاس فيث، على وكالات الاستخبارات لدعم -وحتى تلفيق- قضية امتلاك صدام لأســ.لحة الدماار الشامل، كما زعموا بأنه كان على علاقة وثييقة مع تنظيم القاااعدة.

تحدث درابر في كتابه أيضا عن المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية جورج تينيت الذي حاول يائسا بعد إقصائه طيلة رئاسة كلينتون إقناع بوش بمدى وفائه وأهمية دوره في الحرب على التطررف . لذلك عندما سئل في أكتوبر/تشرين الأول 2002 من قبل رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ السيناتور بوب غراهام عما إذا كانت هناك بالفعل أي صلة بين صدام وزعيم القاعدة أسامة بن لادن، أجاب تينيت من بين أمور أخرى بأن “هناك تقارير قوية عن اتصالات رفيعة بين العراق والقاعدة..”، وهو الرد الذي لطالما رغب تشيني وليبي وولفويتز وفيث في سماعه.

وبالنظر إلى كل الجهود التي بذلها تشيني وآخرون في محاولة تصوير العراق على أنه يمثل مصدر تهديد للولايات المتحدة، إلى أي مدى كانت الأدلة والتفاصيل مهمة؟

حسب ما يبينه في كتابه، لم تكن التفاصيل تكتسي أي أهمية بالنسبة لإدارة بوش. وقد سلط الكاتب الضوء على اجتماع “الضرربة القاضية” الشهير الذي أجري بالمكتب البيضاوي في ديسمبر/ كانون الأول 2002، عندما أكد تينيت لبوش أن الدليل لخطااب كولن باول المرتقب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدعم الغزو كان قويا.

في كتابه “خطة الهجــ.وم”، قال بوب وودوارد إن قرار غزو العراق مثّل مصدر قلق لبوش، لذلك كان تأكيد تينيت “مهما للغاية”، لكن درابر يخالفه الرأي، لأنه يرى أن بوش لم يكترث للدليل، وإنما كانت كلمات تينيت مهمة لقطع شكوكه بشأن إمكانية إيجاد وكالة المخابرات المركزية دليلا تبني عليه قضية. كان تفكير بوش واضحا بقدر ما كان بسيطا، حيث اعتبر صدام وحشا ينبغي إزاحته من السلطة.

في خطابه الافتتاحي لعام 2005، حاول بوش تحويل أيديولوجيا المحافظين الجدد إلى مبدأ رسمي، بقوله إن “سياسة الولايات المتحدة تسعى لدعم نمو الحركات والمؤسسات الديمقراطية في كل دولة وثقافة، بهدف إنهاء الاستبداد في عالمنا”.

ولم يبدأ بوش في التخلي عن أوهامه حول نشر السلام والمحبة والتفاهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط إلا بعد استمرار الجمهوريين في حملة الانتخابات النصفية لعام 2006، التي تسببت في طرد رامسفيلد وإقصاء تشيني.

واعتبر الكاتب أنه بفضل قرارات الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب الفاشلة، ربما يشعر بوش بالحنين إلى فترة عهدته، لكنه كان مذنبا جراء سذاجته وعدم فضوله بشأن تكاليف الحرب وعواقبها.

ومع وصول القوة الأميركية إلى أوجها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، كان هدف رامسفيلد وتشيني ضمان التفوق الأميركي، للوصول للحظة التي تصبح فيها الولايات المتحدة القطب الوحيد في العالم.

تحت ذريعة نشر الديمقراطية في العالم، كانوا على استعداد لمقااومة تدهور الولايات المتحدة في الداخل. ورغم انهيار العراق، فإن الدوافع نفسها لا تزال راسخة في إدارة ترامب، التي كانت تدفع بثبات لتغيير النظام في إيران.

وبهذه الطريقة، يشير درابر إلى مخاطر شن حروب تعرض الولايات المتحدة نفسها إلى للخطر.

 

 

 

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة