Skip to main content

الإعلان التاريخي لأوجلان.. ترقب حذر في أنقرة وأربيل وواشنطن

تقاريـر السبت 22 شباط 2025 الساعة 21:55 مساءً (عدد المشاهدات 150)

سكاي برس/ بغداد

سلط "معهد واشنطن" الأمريكي، الضوء على المسارات والتداعيات المحتملة لـ"الإعلان التاريخي" المتوقع من جانب زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله أوجلان، على المشهد الإقليمي بما في ذلك إقليم كوردستان وسوريا والعلاقات التركية-الامريكية.

وبحسب تقرير للمعهد الأمريكي، فعلى الرغم من انهيار جهود السلام السابقة، إلا أن الوضع على الأرض في العراق وسوريا وتركيا تغير بشكل كبير بما يكفي لتبرير التفاؤل بشأن محادثات أنقرة الحالية.

وأوضح التقرير، أن تركيا على اعتاب إعلان تاريخي من قبل اوجلان، حيث تشير مصادر الى انه قد يطلب قريبا من أعضاء الحزب حل أنفسهم وإنهاء قتالهم الطويل ضد الحكومة التركية.

عقود من الصراع

وأضاف أن تسوية صراع الدولة التركية المتواصل منذ 5 عقود مع "العماليين"، ستكون لها تداعيات خطيرة على مجموعة واسعة من القضايا، من السياسة التركية في الداخل وصولاً إلى العلاقات الثنائية في الخارج.

ورأى التقرير، أن تسوية الصراع بامكانها ازالة شوكة حزب العمال الكوردستاني من العلاقات الامريكية - التركية ويمهد الطريق لإعادة ضبط العلاقات المتوقعة في ظل إدارة ترامب الثانية.

وتابع التقرير الأمريكي، أن ذلك قد يؤثر ايضا على التطورات في سوريا، حيث لدى واشنطن شراكة مع "وحدات حماية الشعب"، التي توصف بأنها الفرع السوري لحزب العمال الكوردستاني، منذ العام 2014 لمحاربة تنظيم داعش، وهي شراكة لطالما أثارت غضب تركيا.

وبين التقرير، أن التفاصيل المتعلقة بخلفية إعلان أوجلان المتوقع، يلفها الغموض المقصود، وهو ما يرجع بشكل جزئي الى ان الحوارين السابقين اللذين خاضتهما انقرة مع حزب العمال (2009-2011 و2013-2015) فشلا بشكل ذريع، مما تسبب في وقوع عنف اكبر وتآكل شعبية الرئيس رجب طيب اردوغان.

لكن تقرير معهد واشنطن، رأى أن أردوغان أصبح دقيقا اكثر فيما يتعلق بنشر التطورات حول دبلوماسية حزب العمال الكوردستاني، وفرض حظرا على نشر المعلومات في كل مرحلة من مراحل الحوار الى ان يصبح على ثقة بان خطوات محددة لا رجعة فيها.

كما أن التقرير الأمريكي، رأى أن عناصر وتداعيات الصفقة المحتملة تبدو واضحة، ومن بينها ان اوجلان نفسه المسجون منذ العام 1999، في حين أن اردوغان تعهد من خلال وسطاء في "حزب المساواة وديمقراطية الشعوب" المؤيد للكورد، بإخراج اوجلان المريض البالغ من العمر 75 عاما، ووضعه في الإقامة الجبرية في حال اعلن حل حزب العمال الكوردستاني، وضمن امتثال اعضاء الحزب بذلك تحت اشراف حزب المساواة وديمقراطية الشعوب.

قيادة قنديل

وحول ما يسمى "قيادة قنديل"، ومن بينهم مراد كارايلان، وجميل بايك، ودوران كالكان، وشخصيات أخرى، فقد وصفهم التقرير بأنهم يتشاركون مع أوجلان في أنهم من الكورد المولودين في تركيا والذين تركوا الجامعات المرموقة في السبعينيات لتأسيس حزب العمال الكوردستاني كجماعة ثورية ماركسية لينينية، وامضوا حياتهم من اجل ثورة التحرير الوطني"، واستخدموا العنف من اجل مساعدة الفلاحين الكورد في تركيا.

ولكن التقرير قال ان ايديولوجية الحزبب اصبحت موضع نقاش منذ نهاية الحرب الباردة، مضيفا انه من غير الواضح ما اذا كانت "قيادة قنديل" ستمنحهم تركيا تنازلات في اطار صفقة الاقامة الجبرية المعروضة على أوجلان. وتابع التقرير ان قيادات قنديل تخشى من ان يتم اغتيال اعضائها على يد الاستخبارات الوطنية التركية، حتى في حال حصلوا على وعود بالعفو في المنفى، في حين ان القادة المسنون في الحزب قد يعارضون حل الحزب كليا او فوريا من دون تحقيق اي من اهدافه الأصلية، لانهم بذلك سيكونون قد ضحوا بحياتهم بلا جدوى.

ووفق تقرير المعهد الأمريكي، فقد ادت الهجمات التركية الى تقليص وجود حزب العمال داحل تركيا نفسها، وادت الغارات الجوية التركية إلى القضاء بشكل متزايد على كوادر الحزب في العراق وكوادر وحدات حماية الشعب في سوريا. ورأى التقرير، أن "أردوغان ربما يحاول الاستفادة من مخاوف عناصر وقيادات الحزب من خلال جعل اوجلان يطرح عليهم فترة راحة مغرية من خلال فكرة القاء السلاح والبقاء احياء، كما لفت تقرير "معهد واشنطن" الأمريكي، إلى أن اردوغان ظل يحاول حل حزب العمال الكوردستاني، على الرغم من النجاحات الأخيرة في مكافحة الإرهاب.

كورد العراق

وقال التقرير ان محاولات تركيا السابقة لنزع سلاح حزب العمال الكوردستاني عبر اوجلان، فشلت جزئيا لانها لم تحقق استفادة كاملة للمصالح الكوردية العراقية، بما في ذلك مصالح الحزب الديمقراطي الكوردستاني المسيطر في اربيل.

واضاف التقرير ان انقرة تبدو هذه المرة انها تتعامل مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني بحكمة أكبر، حيث اقترحت عليه أن يضغط على حزب العمال الكوردستاني لتلبية دعوة أوجلان في مقابل الاضطلاع بدور مستقبلي بين كورد سوريا.

كورد سوريا

خلال فترة عامي 2014-2015، كانت وحدات حماية الشعب في مرحلة تنامي قوتها، وكانت تعارض محادثات السلام التي خاضها حزب العمال الكوردستاني مع تركيا. إلا أن حظوظ وحدات حماية الشعب وقوات "قسد"، بدأت بالتراجع، بعد سقوط نظام الأسد، حيث اعلنت السلطات السورية الجديدة المدعومة من تركيا بأنها تريد وضع الاراضي السورية كافة تحت سيطرتها، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها الكورد.

ورأى التقرير الأمريكي، ان الدافع وراء محادثات الكورد في سوريا مع القيادة الجديدة، "ولو بشكل جزئي على الاقل"، هو استمرار وجود الطائرات المسيرة التركية في سماء سوريا، بالاضافة إلى إشارت من الرئيس الامريكي دونالد ترامب بانه سيرفع الغطاء الامني الرئيسي من خلال سحب القوات الامريكية من سوريا.

ولهذا، رجح التقرير، ان تستمع وحدات حماية الشعب إلى اوجلان، في حال طلب منها التعامل بايجابية مع تركيا، حتى لو ان بعض القادة في قنديل نصحوا وحدات حماية الشعب بالقيام بخلاف ذلك.

أمريكا والكورد

ونبه تقرير "معهد واشنطن"، إلى أن الولايات المتحدة شجعت دائما الحوار التركي-الكوردي وإنهاء الصراع مع حزب العمال الكوردستاني، وذلك على الرغم من ان واشنطن لا تتمتع بتأثير يذكر او لا تأثير لها نهائيا، على الأطراف السياسية التركية، إلا إنها بإمكانها الاعتماد على وحدات حماية الشعب، وقوات "قسد".

وخلص التقرير الأمريكي، إلى القول إن لدى تركيا الاسباب الكافية للقيام بذلك، وبإزاحة حزب العمال الكوردستاني من المشهد السياسي السوري، سيمهد الطريق امام تركيا للتعاون مع واشنطن والكورد السوريين في العديد من القضايا المفيدة لمصالح الولايات المتحدة، مثل احتواء تنظيم داعش، وإعادة بناء البلد، وإقامة علاقات تركية مستقرة مع القوى السورية المختلفة.

ولهذا، اختتم التقرير، بالإشارة إلى أن واشنطن لكي تحقق هذه الاهداف، يتحتم عليها الاستمرار في تشجيع وحدات حماية الشعب و"قسد" بشكل خاص، على الاستجابة لدعوة أوجلان ما أن ينشر إعلان السلام.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة